الرئيس العراقي يؤكد تعزيز الشراكة مع المملكة المتحدة
أكد رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الاثنين، حرص بلاده على تطوير العلاقات التاريخية مع المملكة المتحدة وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الجانبين، بما يخدم مصالح الشعبين ويُسهم في استقرار المنطقة.
جاء ذلك خلال استقباله سفير المملكة المتحدة لدى العراق عرفان صديق في قصر بغداد، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية العراقية.
وأوضح البيان أن الرئيس العراقي عبّر في مستهل اللقاء عن تقديره لسفير بريطانيا لتقديمه واجب العزاء في وفاة شقيقه الراحل شمال جمال رشيد، مؤكداً عمق الروابط التي تجمع البلدين منذ عقود، وأهمية البناء على تلك العلاقات في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
وشدّد الرئيس على أن العراق ينظر إلى علاقته مع المملكة المتحدة بوصفها شراكة استراتيجية تتطلب المزيد من التنسيق والعمل المشترك، خصوصاً في الملفات الأمنية والاقتصادية والتعليمية.
وأشار رئيس الجمهورية العراقي إلى أن حكومته تعمل على ترسيخ الاستقرار الداخلي وتعزيز بيئة الاستثمار، الأمر الذي يفتح المجال واسعاً أمام الشركات البريطانية للعمل في السوق العراقية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا. كما أكد أهمية استمرار الدعم البريطاني في مجالات التدريب الأمني وتطوير القدرات العراقية، لاسيما في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
وتناول اللقاء، بحسب البيان، بحث سبل توسيع التعاون الثقافي والتعليمي، حيث أكد الرئيس العراقي ضرورة تعزيز المنح الدراسية والبرامج الأكاديمية المشتركة بين الجامعات البريطانية والعراقية، بما يسهم في تطوير قطاع التعليم العالي في العراق وفتح آفاق جديدة أمام الطلبة العراقيين.
من جانبه، عبّر السفير البريطاني لدى العراق عرفان صديق عن امتنانه للرئيس العراقي لحسن الاستقبال، مؤكداً اعتزاز المملكة المتحدة بالعلاقات التي تجمعها مع العراق، وحرص حكومته على تطويرها إلى مستويات أوسع. وأشار إلى أن بريطانيا مستعدة لمواصلة دعم العراق في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، والمساهمة في المشاريع التنموية التي تخدم تطلعات العراقيين.
وأضاف السفير أن المملكة المتحدة تنظر إلى العراق بوصفه شريكاً مهماً في المنطقة، وأنها ملتزمة بتعزيز الحوار السياسي والتنسيق المستمر في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما فيها جهود استقرار الشرق الأوسط وتعزيز الأمن الإقليمي.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تحركات دبلوماسية متواصلة بين العراق والدول الأوروبية بهدف توسيع شبكة العلاقات الدولية للعراق، ودعم خطط الحكومة العراقية القائمة على تنويع الشراكات الاقتصادية، وتعزيز التعاون الأمني والتنموي. كما يعكس اللقاء حرص بغداد على استمرار التواصل مع الحلفاء التقليديين وفي مقدمتهم المملكة المتحدة، التي تمتلك تاريخاً طويلاً من التعاون مع العراق في ملفات عدة.
ويُذكر أن العلاقات العراقية – البريطانية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مجالات الأمن والتجارة والطاقة، مع رغبة مشتركة في الارتقاء بها إلى مستويات أكثر شمولاً بما يتناسب مع التحديات الراهنة في المنطقة.
