مالك عقار يؤكد: الجيش السوداني غير راغب في السلطة
في سياق تصاعد النقاشات حول مستقبل السودان، أدلى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار بتصريحات وصف فيها ما أسماه الإجراءات السياسية المرتبطة بقيام حكومة “نيالا” بأنها تهدف إلى تقسيم البلاد إلى دولتين تُرسم الحدود بينهما بالبندقية، مؤكداً على ضرورة التخطيط المبكر لإدارة مرحلة ما بعد الحرب عبر جمع السلاح، وإجراء المصالحات، ومحاربة خطاب الكراهية والجهوية.
الجيش ليس لديه رغبة في الاستمرار في السلطة
أوضح عقار، أن الجيش ليس لديه رغبة في الاستمرار في السلطة، وأن مهمته الأساسية تنحصر في إنهاء الحرب وإدارة عملية سياسية تؤدي إلى تسليم السلطة للشعب عبر الانتخابات. وأضاف في حديثه أن القوات المسلحة ستنتصر ولن تُهزم، مشيراً إلى ما وصفه بوقوف الشعب إلى جانب الجيش وقيادته في هذه المرحلة الحرجة.
دعا نائب رئيس مجلس السيادة جميع القادرين على حمل السلاح إلى الاستنفار للدفاع عن الوطن على حد قوله ، مطالباً مختلف القطاعات بالمساهمة في حماية البلاد وصونها. وأكد في مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون السودان أن واجب القوات المسلحة في الوقت الراهن هو إنهاء الحرب، ثم إدارة عملية سياسية تفضي إلى تسليم السلطة للشعب السوداني عبر انتخابات حرة.
عقار: الحرب في السودان لا تؤثر على البلاد وحدهابل تمتد تداعياتها إلى القارة الإفريقية
قال عقار إن الحرب في السودان لا تؤثر على البلاد وحدها، بل تمتد تداعياتها إلى القارة الإفريقية، موضحاً أن ما وصفه بالأطماع التي تستهدف السودان تطال دولاً أخرى، وأن ما يتأثر به السودان ستتأثر به إفريقيا أيضاً. وأشار إلى أهمية التصدي لهذه التحديات للحفاظ على السودان والقرن الإفريقي، مضيفاً أن انتصار القوات المسلحة سيتيح فرصة لإعمار البلاد وبناء الدولة وتحقيق العدالة.
أوضح عقار أنه لا يوجد طرف يتم التفاوض معه في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن قيادة قوات الدعم السريع لا تتحكم في مسار الحرب بسبب وجود دول ومجموعات أخرى، على حد قوله، من بينها دولة الإمارات ومرتزقتها. وأضاف أن السودان يواجه تحديات معقدة تتطلب التعامل مع أطراف متعددة لها دور في استمرار النزاع.
وفي ما يتعلق بالمبادرات المطروحة من جهات عديدة مثل الإيقاد والاتحاد الإفريقي ومنابر أخرى، قال عقار إن من حق السودان أن يدرس هذه المبادرات ويرد عليها، مؤكداً أن أي مبادرة لا تتماشى مع ما وصفه بالأمن القومي ووحدة السودان أرضاً وشعباً لن تكون مقبولة.
تحدث عقار عن ما وصفه بالدول والمؤسسات المتورطة في دعم المليشيات، مشيراً إلى أن بعضها متورط بشكل مباشر، فيما يشارك آخرون بطرق غير مباشرة عبر مرور السلاح أو استغلال المطارات. وأكد على أهمية تحييد هذه الدول وتنبيهها إلى خطورة مواقفها. وأضاف أن السودان اتخذ إجراءات قانونية بحق دولة الإمارات باعتبارها من الدول التي تقدم دعماً معلناً، مشيراً إلى وجود دول أخرى يجري العمل على تحييد تأثيرها.
أشار عقار إلى أن السودان خاطب كولومبيا بشأن ملف المرتزقة، كما أجرى اتصالات مع كينيا شملت مخاطبة الرئيس الكيني والبرلمان، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمعالجة هذه القضايا المرتبطة بالنزاع. وأكد أن هذه الخطوات تأتي ضمن مساعي السودان لإيجاد حلول قانونية ودبلوماسية للتعامل مع التدخلات الخارجية التي وصفها بأنها تؤثر على مسار الحرب.