ترامب وشي جين بينج يتواصلان هاتفيًا: دلالات تايوان والتجارة
شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تطورًا بارزًا هذا الأسبوع، بعد اتصال هاتفي غير متوقع بين الرئيس الصيني شي جين بينج، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، في خطوة أعادت تسليط الضوء على مسار التقارب الحذر بين البلدين، رغم التوترات الإقليمية المتصاعدة.
وجاء الاتصال، وفق البيان الصيني الرسمي، لتأكيد نجاح الاجتماع السابق بين الطرفين في بوسان بكوريا الجنوبية، فيما أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة تروث سوشال أن المحادثات تركزت على ملف التجارة، وأن الطرفين اتفقا على زيارات متبادلة، حيث سيتوجه ترامب إلى بكين في أبريل المقبل، فيما يزور شي واشنطن لاحقًا.
وذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن قضية جزيرة تايوان كانت الحاضر الغائب في الاتصال، إذ ركزت المكالمة على التجارة والزيارات، لكن الخطاب الصيني حمل دلالات سياسية دقيقة. وأكد شي جين بينج موقف بلاده المبدئي بشأن تايوان، مشددًا على أن عودة الجزيرة إلى الصين تمثل جزءًا من النظام الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية.

وأوضح الخبراء أن المصطلحات المتعلقة بتايوان داخل الصين محكومة بضوابط سياسية صارمة، وأن أي استخدام معين للكلمات يمكن أن يُفهم داخليًا كإنجاز دبلوماسي لبكين، حتى وإن لم يكن المعنى المقصود للجانب الأمريكي كذلك.
تشير المجلة إلى أن مفاهيم مثل الصين الواحدةأو النظام الدولي لما بعد الحرب تحمل تفسيرات متباينة بين واشنطن وبكين. ففي القاموس الصيني، تُعطي هذه المصطلحات الحق للصين وروسيا في تقرير مصير مناطق النفوذ الخاصة بهما، بما في ذلك ملفات مثل أوكرانيا وتايوان.
رأت فورين بوليسي أن توقيت الاتصال يحمل بُعدًا استراتيجيًا، في ظل حالة احتقان دبلوماسي بين بكين وطوكيو، بعد تصريحات رئيسة وزراء اليابان الجديدة ساناي تاكايتشي بشأن إمكانية تدخل عسكري في حال اجتياح صيني لتايوان، وهو ما رد عليه وزير الخارجية الصيني وانغ يي بوصفه تجاوزًا للخط الأحمر.
وأوضحت المجلة أن شي جين بينج استغل المكالمة الهاتفية للضغط على ترامب لتقديم موقف أمريكي ضمني ضد اليابان، ما دفع ترامب للاتصال برئيسة الوزراء اليابانية مباشرة بعد المكالمة، رغم أن طوكيو لم تشير لمناقشة تايوان، وهو ما يعكس صعوبة التحكم في ديناميكيات الضغط بين الدول الثلاث.
وتشير التقديرات إلى أن بكين قد تكتفي بالمكاسب الرمزية من الاتصال، مثل إشادة ترامب بشي جين بينج، وضمان الزيارات المتبادلة، وتجنب واشنطن دعم اليابان علنًا في النزاع القائم، ما يمثل نصراً منخفض الكلفة للصين مع الحفاظ على التوازن في العلاقات الأمريكية الصينية.