مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رسائل روسية قوية خلال قمة منظمة الأمن الجماعي في قرغيزستان

نشر
بوتين
بوتين

في مشهد يعكس حجم التحولات الجيوسياسية الجارية في أوراسيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي المنعقدة اليوم في العاصمة القرغيزية بيشكيك، سلسلة من المبادرات الدفاعية والاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز قدرات المنظمة وتحديث آليات التعاون بين دولها الأعضاء.

وجاءت تصريحات بوتين في توقيت حسّاس يشهده النظام الدولي، مع تصاعد التوترات في عدد من المناطق واشتداد المنافسة بين القوى الكبرى، ما جعل ملف الأمن الجماعي على رأس أولويات القمة.

رئاسة روسية للمنظمة تحت شعار “الأمن الجماعي في عالم متعدد الأقطاب”

استهل بوتين كلمته بالإعلان عن أن الرئاسة الروسية للمنظمة في عام 2026 ستحمل شعار “الأمن الجماعي في عالم متعدد الأقطاب”، وهو شعار يعكس توجه موسكو نحو ترسيخ دور المنظمة كعامل توازن في النظام الدولي الجديد.

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستعمل بشكل مكثف للحفاظ على الاستمرارية في الملفات الأساسية، خصوصًا تلك المتعلقة بتطوير القدرات الدفاعية، وتعزيز آليات التنسيق السياسي والعسكري بين الدول الأعضاء.

المنظمة ركيزة أمنية في الفضاء الأوروآسيوي

وشدد بوتين على أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي باتت لعب دورًا جوهريًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الفضاء الأوروآسيوي، مشيرًا إلى أنها تشكل مظلة ردع مشترك ضد التهديدات التقليدية وغير التقليدية.

وقال إن روسيا “ملتزمة تمامًا” بتعميق التعاون مع الدول الأعضاء، مشددًا على أن التحديات الراهنة – من الإرهاب إلى الهجمات السيبرانية – تتطلب مستوى أعلى من التنسيق بين أجهزة الاستخبارات والدفاع.

كما لفت إلى أن تطوير القدرات الجوية للمنظمة سيحظى باهتمام خاص خلال العام المقبل، باعتبارها إحدى نقاط الضعف التي تحتاج إلى تحديث وتكامل أكبر.

مبادرات استراتيجية روسية لتعزيز الدفاع المشترك

قدم بوتين حزمة واسعة من المبادرات التي تهدف إلى رفع مستوى الجاهزية العسكرية والتقنية لدول المنظمة، وقد شملت ما يلي:

1. منتدى دولي حول بنية الأمن العالمي (2026)

أعلن بوتين عن عقد منتدى دولي واسع في 2026 بمشاركة خبراء عسكريين واستراتيجيين من مختلف الدول، لبحث إمكانية صياغة هيكل عالمي جديد للأمن المتساوي، في خطوة تعكس رغبة روسيا في إعادة تشكيل قواعد الأمن الدولي بما يتجاوز الأطر الغربية التقليدية.


2. برنامج لتزويد القوات بالأسلحة الروسية الحديثة

كشف بوتين عن إطلاق برنامج خاص لتحديث تسليح قوات الدول الأعضاء، من خلال تزويدها بمنظومات روسية متطورة تشمل أسلحة دقيقة وأنظمة دفاع جوي حديثة.
ويهدف البرنامج إلى توحيد المعايير العسكرية ورفع كفاءة الجيوش بما يسمح بتنفيذ عمليات مشتركة بكفاءة أعلى.

 

3. استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب

أعلن الرئيس الروسي البدء بإعداد استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الشركاء في المنظمة، على أن تشمل:

تطوير وسائل كشف الخلايا الإرهابية النائمة

تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية

قطع شبكات التمويل

زيادة التدريبات المشتركة على عمليات مكافحة الإرهاب


وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد نشاط الجماعات المتطرفة في عدد من المناطق الحدودية.

 

4. إجراءات لحماية الفضاء المعلوماتي

حذّر بوتين من تزايد التهديدات السيبرانية، معلنًا عن مبادرات لتطوير آليات الدفاع الإلكتروني عبر:

إنشاء وحدات متخصصة للتصدي للهجمات المعلوماتية

تطوير بنية رقمية مشتركة بين الدول الأعضاء

تبادل الخبرات في حماية البنية التحتية الحيوية

 

5. تعزيز التعاون الصناعي الدفاعي

وشدّد بوتين على ضرورة توسيع التعاون بين شركات الصناعات العسكرية داخل دول المنظمة، سواء في مجال تصنيع الأسلحة أو تطوير التكنولوجيا الدفاعية، بهدف تحقيق اكتفاء نسبي وتقليل الاعتماد على الخارج.


القمة المقبلة في موسكو.. ورسالة روسية واضحة

وفي ختام كلمته، أعلن بوتين أن القمة المقبلة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستُعقد في 11 نوفمبر 2026 في موسكو، مؤكدًا أن ما تم طرحه اليوم يمثل بداية مسار جديد لتعزيز الأمن الجماعي في عالم “لم يعد يحتمل الانفراد بالقرار الدولي”.

وقال إن روسيا ترى أن “الشراكات الدفاعية المتماسكة” هي السبيل لمواجهة المرحلة الجديدة من المنافسة الجيوسياسية التي تتسارع بوتيرة غير مسبوقة.