ارتفاع حصيلة ضحايا غزة مع استمرار عجز طواقم الإنقاذ
أعلنت المصادر الطبية الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع جديد في أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، في ظل تدهور الوضع الإنساني واستمرار عجز طواقم الإنقاذ عن الوصول إلى كثير من المناطق المنكوبة.

وذكرت المصادر الصحية التابعة لوزارة الصحة في غزة وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 69,785 شهيداً، يشكّل النساء والأطفال الغالبية الساحقة منهم، وذلك نتيجة استمرار القصف الجوي والمدفعي والأرضي على المدن والمخيمات الفلسطينية طوال الفترة الماضية.
وأضافت المصادر أن إجمالي عدد الجرحى والمصابين منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية وصل إلى 170,965 مصاباً، بينهم آلاف الحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخلات طبية متقدمة غير متوفرة داخل القطاع بسبب انهيار المنظومة الصحية بالكامل تقريباً، بفعل الحصار وتدمير المستشفيات ونقص الإمدادات الطبية.
وأشارت الجهات الطبية إلى أن ما يتراوح بين مئات وآلاف الضحايا لا يزالون تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة، في وقت يصعب على طواقم الدفاع المدني وطواقم الإسعاف – التي تعمل بإمكانات شبه معدومة – الوصول إلى مواقع الضربات الإسرائيلية، بسبب مواصلة استهداف محيط المناطق المنكوبة، وانعدام الوقود وانهيار البنية التحتية.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، وثّقت المستشفيات في غزة وصول 10 شهداء، بينهم شهيدان استشهدا جراء قصف جديد، إضافة إلى ثمانية جثامين جرى انتشالها من تحت الركام في مناطق مختلفة من شمال ووسط القطاع، وفق ما أكدته المصادر الصحية.
ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أكتوبر الماضي، بلغت حصيلة الضحايا 347 شهيداً، وأكثر من 889 مصاباً، في حين نجحت فرق البحث في انتشال 596 جثماناً من المواقع التي تعرضت لقصف عنيف خلال الأسابيع الأخيرة.
ويأتي هذا الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا في ظل استمرار أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ تشهد غزة مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي، وانقطاع المياه والكهرباء، وانهيار النظام الصحي، إضافة إلى تهجير مئات الآلاف من المدنيين من منازلهم إلى مناطق لا تتوافر فيها أبسط شروط الحياة.
ويؤكد المسؤولون الفلسطينيون في القطاع أن استمرار العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى الحصار الممتد لسنوات، يجعل من المستحيل التعامل مع حجم الكارثة الإنسانية، مطالبين الدول العربية والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف نزيف الدم وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الإغاثة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المدنيين.