السودان يلتزم بتسهيل المساعدات بعد ورقة مستشار ترامب
أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، برئاسة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم عن تكليف الجهات المختصة بالرد على الورقة المقدمة من مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، والمتعلقة بمقترحات لإنهاء الصراع في السودان.
وأكد المجلس التزام الحكومة السودانية بـتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وفتح الطرق، وحماية العاملين في المجال الإنساني، وضمان وصول الدعم إلى جميع المحتاجين دون عوائق، وذلك وسط استمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وكان وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الأعيسر قد وصف إعلان "حميدتي" عن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر بأنه مناورة سياسية تتناقض مع الواقع على الأرض، مؤكدًا أن الحديث عن وقف إطلاق النار لا يمكن أخذه على محمل الجد في ظل استمرار الحصار والقصف على المدنيين، خصوصًا في مناطق الفاشر وبارا بولاية شمال دارفور.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السودانية عزمها على إحلال سلام شامل وعادل في البلاد، مشيرة إلى انفتاحها على جميع المبادرات الجادة الرامية إلى إنهاء الحرب، سواء كانت إقليمية أو دولية، بما في ذلك المقترحات الأمريكية.

وفي تصريحات سابقة من كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، أوضح أن واشنطن قدمت خطة قوية لإنهاء الصراع في السودان، إلا أن الجيش وقوات الدعم السريع لم يقبلاها رسميًا. وأضاف أن الجيش السوداني رحب بالمقترح قبل أسابيع لكنه رفض بعض البنود وفرض شروطًا مسبقة، وهو ما ألقى بظلال من الشك على نجاح المبادرة.
وفي السياق الدولي، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن إعلان وقف إطلاق النار الإنساني لمدة ثلاثة أشهر يُعد خطوة إيجابية، مشددًا على ضرورة ضمان حماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات على نطاق واسع وتمكين الأمم المتحدة من العمل بحرية واستقلالية.
وتظهر تقارير منظمة العفو الدولية استمرار الانتهاكات، حيث وثقت شهادات 28 ناجياً من مناطق الفاشر ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم قتل، اختطاف، واغتصاب، ووصفتها المنظمة بأنها جرائم حرب، مطالبة بمحاكمة المسؤولين عنها.
وأكدت حجة لحبيب، مفوضة التعاون الدولي بالاتحاد الأوروبي، أن الأزمة الإنسانية في السودان وصلت إلى مستوى كارثي، مع تفاقم الجوع والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، مشيرة إلى هجمات عرقية تنفذها قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان.
وعلى الصعيد الميداني، أعلن الجيش السوداني إحباط هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، حيث دُمّر مخزن ذخائر وحيّدت مدافع كانت تستهدف محيط الفرقة 22، ما يعكس استمرار التوتر العسكري على الأرض رغم الجهود الدبلوماسية.