رومانيا تعلن اختراق مسيّرات أجواءها قرب الحدود الأوكرانية

أعلنت وزارة الدفاع في رومانيا، اليوم الثلاثاء، عن رصد اختراق جوي خطير تمثل في دخول مسيّرتين غير معروفتين إلى مجالها الجوي في وقت مبكر من الصباح، وذلك على المناطق الحدودية المحاذية لأوكرانيا بالقرب من نهر الدانوب. 

ويأتي هذا التطور بينما تشهد الحدود بين البلدين توتراً متصاعداً نتيجة اتساع نطاق العمليات العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية.

وذكرت وزارة الدفاع الرومانية، في بيان رسمي، أن وحدات الرصد الجوي التابعة لها التقطت إشارات دخول هدف جوي أول إلى المجال الجوي الوطني عند الساعة 06:28 صباحًا، بالقرب من مقاطعة تولتشيا المتاخمة للحدود الأوكرانية. 

وأوضح البيان أن المسيّرة جاءت من اتجاه بلدة فيلكوفو الأوكرانية، وهو ما دفع قيادة الدفاع الجوي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة باعتراض الهدف والتحقق من طبيعته.

وبحسب الوزارة، فقد أقلعت مقاتلتان من طراز يوروفايتر تايفون من قاعدة ميخاي كوغالنيشينو الجوية، في إطار عملية مراقبة وتدخل سريع، وهي القاعدة التي تعتمد عليها رومانيا بشكل أساسي لتأمين حدودها الشرقية في ظل التطورات الجيوسياسية الأخيرة في منطقة البحر الأسود.

وأشار البيان إلى أن حادثاً ثانياً وقع بعد ذلك بوقت قصير، حين رصدت الرادارات العسكرية هدفاً آخر يتجه نحو المجال الجوي الروماني، وذلك بالقرب من مقاطعة جالاتس الساعة 07:50 صباحًا. وعلى الفور، أقلعت مقاتلتان إضافيتان من طراز F-16 فايتينغ فالكون من قاعدة بوركا الجوية لمتابعة الموقف والتعامل مع أي تهديد محتمل.

وأكدت وزارة الدفاع الرومانية أن عمليات الرصد الجوي والمراقبة الجوية تتم بشكل مستمر منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن مثل هذه الاختراقات أصبحت أكثر تكرارًا خلال العامين الماضيين نتيجة العمليات العسكرية الدائرة على مقربة من الحدود الرومانية. وشددت الوزارة على أن قواتها الجوية تلتزم بأعلى درجات الجاهزية للتعامل مع أي سيناريو، بما يشمل عمليات اعتراض أو مواجهة تهديدات جوية محتملة.

وتُعد رومانيا إحدى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يجعل أي اختراق لأجوائها مسألة ذات حساسية عالية، حيث يتطلب الأمر عادة تنسيقًا فوريًا مع الحلف لتقييم الموقف واتخاذ الإجراءات اللازمة. كما يأتي هذا التطور بالتزامن مع تزايد المخاوف الأوروبية من توسع نطاق الضربات الجوية والطائرات المسيّرة التي تجاوزت حدود أوكرانيا في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الماضية، ووصل بعضها إلى مناطق ريفية داخل بولندا ومولدوفا.

وفي ختام بيانها، أكدت وزارة الدفاع الرومانية عدم تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية نتيجة هذه الاختراقات، مضيفة أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد مصدر المسيّرتين بدقة، وما إذا كانتا ضمن عمليات عسكرية أو مجرد طائرات فقدت السيطرة نتيجة ظروف القتال داخل الأراضي الأوكرانية.

وبينما تتابع رومانيا الوضع باهتمام شديد، تتزايد الدعوات الأوروبية لرفع مستوى التعاون الدفاعي على الحدود الشرقية للقارة، بهدف منع أي تصعيد قد يتسبب في توسيع رقعة الصراع خارج الأراضي الأوكرانية.