مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تبون: الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي أولوية قصوى للجزائر

نشر
الأمصار

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي يمثلان أولويتين قصويين للجزائر، موضحًا أن البلاد حققت خلال السنوات الأخيرة تحولات تاريخية في أنظمتها الغذائية،
بفضل تطوير الفلاحة في الجنوب عبر شراكات مع دول شقيقة وصديقة.

ودعا رئيس الجمهورية، في كلمته خلال الجلسة الثانية لقمة مجموعة العشرين، التي قرأها نيابة عنه الوزير الأول سيفي غريب، الدول الأعضاء إلى بناء شراكات استراتيجية مع الدول الإفريقية لتطوير الإنتاج الفلاحي والحيواني، من أجل الحد من الجوع والأزمات الغذائية التي تمس عدة مناطق في القارة.

وأوضح الرئيس تبون أن الجزائر قدمت نماذج عملية في هذا المجال، من خلال تعاونها مع برنامج الأغذية العالمي PAM لدعم الدول المتضررة،

فضلًا عن الشراكات مع منظمة الأغذية والزراعة FAO التي سمحت بتحويل وتجسيد خبرات ناجحة أثمرت تنمية معتبرة في الأنظمة الفلاحية.

وفي سياق مواجهة مخاطر المناخ، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر من أكثر الدول تأثرًا بالظواهر المناخية الحادة، حيث سجلت خلال السنوات الأخيرة موجات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة، الجفاف، ندرة الموارد المائية، التصحر، حرائق الغابات .

إلى جانب الزلازل والأمطار الطوفانية التي تخلف خسائر بشرية ومادية تمس البنى التحتية والمشاريع الزراعية ومختلف النظم البيئية.

واستجابة لهذه التحديات، أوضح الرئيس تبون أن الجزائر تحرص على إرساء ترسانة قانونية ومؤسساتية للحماية من المخاطر الكبرى وتسيير الكوارث، تشمل تدعيم المنشآت التحتية، تعزيز القدرات التقنية والتكنولوجية، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر الخاصة بالهزات الأرضية والفيضانات وحرائق الغابات.

وأضاف أن هذه الجهود تدعمها وسائل مالية معتبرة، من خلال الصناديق الوطنية للتعاون الفلاحي والتضامن الوطني والضمان من الأخطار الطبيعية، لتمكين المتضررين من مواجهة الأضرار والخسائر.

وعلى الصعيدين الإقليمي والعربي، ذكّر الرئيس تبون بمبادرة الجزائر لإنشاء آلية إفريقية للوقاية من أخطار الكوارث، بهدف تشكيل قوة مدنية قارية للتأهب والاستجابة للدول المتضررة عبر إعادة الإعمار وتمويل العمل الإنساني.

كما أشار إلى جهود تفعيل المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية، الذي تحتضنه الجزائر، بما يعزز البحث العلمي وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا الحديثة للدول العربية.

وفي مجال الطاقة، أكد رئيس الجمهورية أن إفريقيا، رغم أنها تضم 18% من سكان العالم، لا تمثل سوى أقل من 6% من الاستهلاك الطاقوي العالمي، بينما لا تتجاوز نسبة الربط بالكهرباء 45%.

التغير المناخي 

وشدد على أن مواجهة التغير المناخي تستدعي تخفيض الانبعاثات عبر تطوير الطاقات النظيفة وترشيد الاستهلاك، باعتبار قطاع الطاقة أحد أكبر مصادر الانبعاثات.

ودعا الرئيس تبون إلى توفير الظروف المواتية للتحول نحو أنماط إنتاج واستهلاك خالية من الكربون، من خلال دعم مالي دولي للدول النامية، آليات لنقل التكنولوجيا، تبادل الخبرات الناجحة، وبناء القدرات البشرية والمؤسساتية.

كما دعا إلى شراكات فعلية بين إفريقيا ومجموعة العشرين في مجال التحول الطاقوي، مؤكدًا استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها، خاصة بعد تجاوز قدراتها الإنتاجية 25 ألف ميغاوات، وهو ما مكنها من تغطية احتياجاتها وتصدير الفائض، إضافة إلى مشاريع عديدة مع شركاء أجانب لتعزيز الطاقة الخضراء والتنمية المستدامة.