السودان.. الدعم تستعد لشن هجوم واسع على مقر الجيش في بابنوسة
أفادت مصادر أن قوات الدعم السريع قصفت بكثافة، صباح اليوم، مقر الفرقة 22 التابعة للجيش السوداني بمدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان.
وأضافت المصادر أن قوات الدعم السريع تستعد لشن هجوم واسع على مقر الفرقة العسكرية في بابنوسة، وسط تصاعد العمليات العسكرية في الإقليم الذي يشهد مواجهات متكررة بين الجيش والدعم السريع.
وتأتي هذه التطورات في سياق التصعيد المستمر بين الطرفين، حيث تحولت مناطق غرب كردفان إلى ساحة قتال مفتوحة، مع محاولات كل طرف تعزيز مواقعه والسيطرة على مواقع استراتيجية.
الدعم السريع: المتحكمون بقرار الجيش هم العقبة أمام السلام
رحبت قوات الدعم السريع بالجهود الأميركية لوقف الحرب في السودان وأكدت تلك القوات التي يرأسها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، أنها تتابع التحركات الدولية وتشكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب على جهود وقف الحرب.إلا أنها اتهمت في بيان، اليوم الجمعة، الجيش السوداني بعرقلة الهدنة.
وقالت: "المتحكمون في قرار الجيش هم العقبة أمام السلام في السودان".
كما أوضحت أنها "تود المضي قدماً نحو معالجة جذور الأزمة وبناء سودان جديد".
مبادرات ترامب والرباعية
وأعلنت الدعم السريع الاستجابة لمبادرات ترامب والرباعية الدولية لوقف الحرب.
كذلك شددت على أنها "ملتزمة بعدم التراجع عن أهداف الشعب وتطلعاته في تفكيك دولة التمكين والفساد وبناء جيش وطني مهني"، وفق تعبيرها.
أتى هذا الموقف بعدما دان الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، بأشد العبارات ما قال إنها "الفظائع الجسيمة والمستمرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان"، بما في ذلك بعد الاستيلاء على مدينة الفاشر، وفرض عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق حميدتي
كما جاء بعد تأكيد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بدوره أول أمس استعداده للتعاون مع واشنطن والرياض لتحقيق السلام، عقب تعهد الرئيس الأميركي بالعمل على إنهاء الحرب.
وقال مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان في بيان، إن الحكومة السودانية "تؤكد استعدادها للانخراط الجاد من أجل تحقيق السلام"، مرحباً بالجهود السعودية والأميركية من أجل إيقاف "نزيف الدم السوداني".
يذكر أن الحرب المستمرة في السودان بين القوتين العسكريتين منذ أبريل 2023، كانت تفاقمت مؤخراً مع سيطرة الدعم السريع على الفاشر، مركز عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف.
فيما تصاعدت الدعوات الدولية من أجل وقف إطلاق النار مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، وطرحت الرباعية الدولية (تضم السعودية والإمارات ومصر وأميركا) هدنة إنسانية لـ3 أشهر.
وكانت شهدت جبهة مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان السودانية تصعيداً عسكرياً لافتاً، اليوم الخميس، بعد أن حقق الجيش السوداني وقواته المشتركة تقدماً ميدانياً واسعاً غرب المدينة، في واحدة من أبرز العمليات التي تشهدها المنطقة منذ أشهر. وأفادت مصادر عسكرية سودانية لقنوات إقليمية بأن القوات الحكومية فرضت سيطرة شبه كاملة على قطاعات رئيسية غرب الأبيض، فيما تراجعت وحدات كبيرة من قوات الدعم السريع نحو إقليم دارفور.
وقالت المصادر العسكرية إن انسحاب عناصر الدعم السريع يأتي على خلفية الغارات الجوية المكثفة التي شنّتها القوات الجوية السودانية على تمركزاتهم في غرب المدينة، مؤكدة أن العمليات العسكرية تمت بدقة عالية وبتنسيق بين سلاح الجو والقوات البرية. وأضافت المصادر أن الجيش يسعى لتأمين محيط الأبيض كجزء من حملة موسعة لفتح طرق الإمداد وتضييق الخناق على قوات الدعم السريع في الولايات الغربية.