مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

صدمة عربية وإسلامية.. تصويت الجزائر وباكستان في مجلس الأمن يثير جدلاً واسعاً

نشر
مجلس الأمن
مجلس الأمن

أثار تصويت كل من الجزائر وباكستان في مجلس الأمن الدولي مؤخرًا، موافقة على مشروع قرار أمريكي بشأن القضية الفلسطينية، صدمة واسعة في الأوساط العربية والإسلامية، حيث اعتبر المراقبون هذا الموقف مفاجئًا بشكل كبير، لا سيما أن البلدين لطالما اتخذا مواقف داعمة للقضية الفلسطينية.

وأوضح الكاتب والباحث العراقي د. سعد ناجي جواد في مقاله، أن هذا التصويت يأتي في سياق عالمي يتسم بسيطرة الولايات المتحدة على القرارات الدولية الكبرى، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتراجع دعم حركات التحرر الوطني، وهو ما جعل بعض الأنظمة العربية والإسلامية تتبنى سياسات تقترب من التوجهات الأمريكية بدون مراجعة مصالح شعوبها.

وأشار د. جواد إلى أن الجزائر، التي حصلت على استقلالها بالكفاح المسلح وقدم شعبها أكثر من مليون شهيد، كانت دائمًا نموذجًا لحركات التحرر حول العالم، وقدمت الدعم السياسي والعسكري للعديد من الثورات. كما أشار إلى أن باكستان، منذ نشأتها عام 1947، تلقت دعمًا عربيًا مستمرًا، خاصة في مسعاها للحصول على السلاح النووي ومواجهة التحديات مع الهند.

وأضاف الكاتب أن موقف الجزائر وباكستان في التصويت الأخير، الذي دعم المشروع الأمريكي المثير للجدل بشأن فلسطين، جاء ضد التوقعات الشعبية والتاريخية، خصوصًا بعد نداءات المقاومة الفلسطينية لكلا البلدين لرفض القرار، والذي وصفه د. جواد بأنه “مجحف وظالم ولا يمثل حتى 1% من طموحات الشعب الفلسطيني”.

وأكد الكاتب أن الجزائر كانت مطالبة على الأقل بالرد على الموقف الأمريكي الخاص بالصحراء الغربية، والذي منح المغرب حق ضم الصحراء الغربية وتطبيق الحكم الذاتي، ورفضت التصويت عليه، في رسالة رفض واضحة للضغط الأمريكي، لكن هذه المرة تجاه القضية الفلسطينية لم يظهر أي موقف مماثل.

وأشار المقال إلى أن مثل هذه المواقف ليست جديدة على الساحة العربية، حيث مرت الأمة العربية والإسلامية بفترات من التخاذل والخذلان في مجلس الأمن خلال أحداث تاريخية عديدة، منها غزو الكويت عام 1990 والحرب على العراق في 1991، إلا أن موقف الجزائر وباكستان اعتبره الكاتب صادمًا بشكل خاص بسبب تاريخ البلدين الداعم للقضية الفلسطينية.

وأوضح د. جواد أن التصويت الأخير جاء مع امتناع روسيا والصين، ما يضع العالم العربي والإسلامي أمام حقيقة مؤلمة بشأن ضعف الموقف الجماعي تجاه القضية الفلسطينية، مما يزيد من صعوبة الضغط على المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على احترام حقوق الفلسطينيين.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيواصلون نضالهم بعزم وإصرار لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية، مهما طال الزمن، مؤكدًا أن الدعم الشعبي والسياسي الدولي المستمر للفلسطينيين في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا يعزز هذا الأمل.

يُذكر أن تصويت الجزائر وباكستان أثار موجة واسعة من التعليقات في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر متابعون عن استغرابهم وخيبة أملهم، مؤكدين أن المواقف العربية التقليدية الداعمة للشعب الفلسطيني لم تعد كما كانت، وأن هناك حاجة لإعادة ترتيب الأولويات السياسية للدول العربية والإسلام