بوتين يزور مركز القيادة الروسي ويتابع تقدم القوات في أوكرانيا

قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، بزيارة إلى مركز قيادة تجمع القوات الروسية في القطاع الغربي، حيث التقى برئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري جيراسيموف، وكبار القادة العسكريين، للاطلاع على سير العمليات العسكرية في مناطق النزاع شرق أوكرانيا.

وأفاد بيان صادر عن قصر الرئاسة الروسي، الكرملين، أن بوتين اطلع خلال زيارته على الوضع في كوستيانتينيفكا وكراماتورسك في منطقة دونيتسك، وكذلك في منطقة خاركيف حول مدينتي كوبيانسك وفوفشانسك.

وأبلغ جيراسيموف الرئيس الروسي أن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على مدينة كوبيانسك بالكامل، إضافة إلى أكثر من 80% من مدينة فوفشانسك، مشيرًا إلى التقدم المستمر في العمليات العسكرية التي تنفذها روسيا في شرق أوكرانيا.

تأتي زيارة الرئيس الروسي في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحركات دبلوماسية مكثفة لوقف النزاع، حيث كشفت شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على خطة مكونة من 28 بندًا تهدف لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية. وتتضمن الخطة، بحسب الشبكة، تجميد خطوط القتال الحالية مع الاحتفاظ بالسيطرة الروسية على الجزء الأكبر من شرق أوكرانيا، فيما لم تتضح بعد مواقف الحكومة الأوكرانية من هذه الخطة.

وبينما تواصل روسيا تعزيز مواقعها العسكرية، يبقى الملف العسكري في شرق أوكرانيا محورًا رئيسيًا للجهود الدبلوماسية الغربية، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في مناطق النزاع. 

وتأتي تحركات بوتين على خلفية هذه التطورات، مع التركيز على تعزيز السيطرة الروسية على المدن الرئيسية في دونيتسك وخاركيف، والتأكيد على جاهزية القوات لمواصلة العمليات العسكرية وفق الخطط الموضوعة.

تُعد زيارة بوتين لمركز القيادة بمثابة رسالة مزدوجة، داخليًا إلى القوات الروسية لتعزيز معنويات الجنود والقادة، وخارجيًا لتأكيد استمرار روسيا في تنفيذ استراتيجيتها العسكرية رغم الضغوط الدولية والدعوات الأمريكية والأوروبية لوقف الحرب. وأكد الكرملين أن الرئيس الروسي تلقى خلال الزيارة تقارير شاملة عن الوضع الميداني وتقييم جاهزية القوات والمعدات العسكرية، بما يتيح له اتخاذ القرارات المناسبة لتسريع العمليات الميدانية وتحقيق الأهداف العسكرية المنشودة.

كما تأتي هذه الزيارة في أعقاب تحركات دبلوماسية أمريكية لتقديم مقترحات لوقف إطلاق النار، في حين يواصل الجانبان العسكري والدبلوماسي تحركاتهما المتزامنة في ظل توتر مستمر على الأرض، مع استمرار القصف والمعارك في مناطق شرق أوكرانيا، بما يشمل كوبيانسك وفوفشانسك.

وتعد هذه التحركات جزءًا من سلسلة خطوات روسية لمتابعة التقدم العسكري وإظهار قوة القيادة الروسية، بينما تظل الجهود الدولية لمحاولة التوصل إلى تسوية سلمية غير واضحة المعالم، وسط تعقيدات على الأرض وتباين مواقف الأطراف المعنية.