ليبيا تعلن تأسيس الهيئة العليا للرئاسات لتوحيد القرار
أعلن المجلس الرئاسي في ليبيا، اليوم الخميس، تأسيس الهيئة العليا للرئاسات، في خطوة سياسية جديدة تهدف إلى توحيد القرار الوطني وتعزيز التنسيق بين مؤسسات الدولة، في ظل حالة الانقسام التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
وقال المجلس الرئاسي الليبي، في بيان رسمي، إن الهيئة الجديدة ستضم الرئاسات الثلاث في ليبيا، لتعمل ضمن إطار تنسيقي يهدف إلى تشكيل السلطة السيادية العليا، بما يسمح بإدارة الملفات الاستراتيجية بروح موحدة، ووفق رؤية مشتركة تخدم استقرار البلاد.
وأوضح البيان أن تشكيل الهيئة العليا للرئاسات يأتي استجابة للحاجة الملحة إلى تنسيق المواقف الرسمية بين السلطات المختلفة، خاصة في ظل تعدد مراكز اتخاذ القرار داخل ليبيا. وأكد المجلس الرئاسي أن الهدف الأساسي للهيئة هو توحيد القرار الليبي في القضايا الحساسة، وضمان انسجام مؤسسات الدولة في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأشار البيان إلى أن الهيئة ستتولى تطوير منهجية موحدة لصنع القرار، وتنسيق المواقف بين الرئاسات الثلاث، بما يضمن حماية السيادة الليبية ودعم المصالح العليا للدولة.

وفي أول بيان صادر عنها بعد تأسيسها، دعت الهيئة العليا للرئاسات جميع المؤسسات السيادية في ليبيا إلى الانضمام إلى هذا المسار التنسيقي الجديد، مؤكدة أن مشاركة الجميع ستسهم في تعزيز الاستقرار الوطني، وتحصين الدولة من الانقسامات السياسية التي أعاقت التقدم خلال الأعوام الماضية.
وأضافت الهيئة أن التنسيق بين المؤسسات السيادية ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وطنية لضمان حسن إدارة الدولة وتجاوز التحديات التي تواجه ليبيا على المستويات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه ليبيا حراكًا دبلوماسيًا واسعًا بهدف إعادة مسار التسوية السياسية إلى الواجهة، بالتزامن مع جهود أممية وإقليمية لإعادة إطلاق عملية انتخابية شاملة تؤدي إلى توحيد المؤسسات المتنازعة.
ولم يوضح المجلس الرئاسي تفاصيل إضافية حول آليات عمل الهيئة أو جدول اجتماعاتها الأولى، إلا أن مصادر سياسية ليبية ترى أن هذه الخطوة قد تمثل مدخلًا جديدًا لتجاوز حالة الانقسام، لا سيما إذا لقيت دعمًا من الفاعلين السياسيين والمؤسسات العسكرية والاقتصادية في البلاد.
دول عربية، بينها الجزائر ومصر وتونس، إضافة إلى شركاء دوليين، تطورات المشهد الليبي عن كثب. وتعتبر هذه الدول أن أي خطوة من شأنها توحيد القرار السياسي في ليبيا تمثل دعمًا للاستقرار الإقليمي، خاصة مع استمرار التوتر الأمني وانتشار المجموعات المسلحة.
ويؤكد مراقبون أن نجاح الهيئة العليا للرئاسات سيعتمد على مدى الالتزام السياسي من الأطراف الليبية المختلفة، وقدرتها على تجاوز الخلافات القديمة والدخول في مرحلة تنسيق فعلي يعيد للدولة الليبية مركزيتها وسلطتها الموحدة.
وبتأسيس هذه الهيئة، يأمل المجلس الرئاسي الليبي أن تبدأ البلاد صفحة جديدة قائمة على الانسجام المؤسسي والعمل المشترك، بما يمهّد الطريق نحو مرحلة أكثر استقرارًا ويعزز فرص الوصول إلى حل سياسي شامل ينهي سنوات من الصراع والانقسام.