مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إسرائيل تدين عنف المستوطنين وتصاعد الهجمات في الضفة الغربية

نشر
الأمصار

أدانت الحكومة الإسرائيلية، عبر وزيري الخارجية والدفاع، سلسلة الهجمات التي نفذها مستوطنون ضد عدد من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، في خطوة تعكس قلقاً متصاعداً داخل إسرائيل من تدهور الوضع الأمني وتزايد مظاهر العنف في المناطق المحتلة. 

وتأتي هذه الإدانة الرسمية في ظل موجة اعتداءات شملت حرق منازل ومركبات، إلى جانب الاعتداء الجسدي على سكان فلسطينيين في مناطق مختلفة من محافظة الخليل.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تصريحات رسمية، الاثنين، أن ما قام به المستوطنون من هجمات وحرق لقرى فلسطينية يُعد "أفعالاً مشينة تضر بمصالح إسرائيل وتصيب صورتها السياسية والأمنية بضرر بالغ". كما شدد على أن الحكومة لا يمكنها التغاضي عن تصرفات من شأنها إشعال التوتر وزيادة الاحتكاك داخل الضفة الغربية.

وفي السياق ذاته، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستتعامل بحزم مع كل من يشارك في أعمال العنف، موضحاً أن الجيش والشرطة تلقيا تعليمات مباشرة بملاحقة المعتدين ومنع تكرار هذه الحوادث. وأشار كاتس إلى أن الانفلات من جانب بعض المستوطنين يضعف المنظومة الأمنية ويخلق تحديات إضافية أمام القوات الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية.

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع أحداث عنف واسعة شهدتها بلدة سعير التابعة لمدينة الخليل في دولة فلسطين، حيث قامت مجموعات من المستعمرين الإسرائيليين بمهاجمة منازل تعود لعائلة شلالدة في منطقة "واد سعير". وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن المواطن الفلسطيني عيسى شلالدة، فقد أقدم المعتدون على إحراق منزل نجله نسيم، إضافة إلى إحراق مركبتين تعودان للعائلة، الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة وترويع للسكان.

وأوضح شلالدة أن المستوطنين اعتدوا على الأهالي بالهراوات والآلات الحادة، ما أدى إلى إصابة عدد من النساء برضوض مختلفة، فضلاً عن تدمير ممتلكات تخص العائلة. وأضاف شهود عيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت سيارات الإسعاف والإطفاء التابعة للسلطة الفلسطينية من الوصول إلى موقع الحريق، ما أدى إلى تفاقم الأضرار وتأخر إنقاذ المصابين.

وفي تقرير حديث، أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن الاعتداءات التي ينفذها جيش الاحتلال والمستوطنون شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث تم تسجيل 2350 اعتداء في الضفة الغربية. ونفذت القوات الإسرائيلية 1584 اعتداء، بينما ارتكب المستعمرون 766 اعتداء، في مؤشر على تزايد وتيرة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في القرى والبلدات الفلسطينية.

وتشير هذه التطورات إلى أن الضفة الغربية مقبلة على مزيد من التوتر، في ظل استمرار اعتداءات المستوطنين ومحاولات الحكومة الإسرائيلية احتواء الوضع عبر الإدانات الرسمية، دون إجراءات ميدانية كافية لوقف الهجمات أو حماية السكان الفلسطينيين.