مصرع 4 مهاجرين وغرق قاربين قبالة سواحل ليبيا
أعلنت السلطات الليبية، اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025، عن مصرع أربعة مهاجرين، إثر غرق قاربين كانا يقلان نحو 100 مهاجر قبالة سواحل مدينة الخمس، الواقعة شرق العاصمة الليبية طرابلس.
وأكدت فرق الإنقاذ المحلية، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي، انتشال جثث الضحايا، بينما لا تزال حصيلة المفقودين غير واضحة حتى الآن.
وأوضح الهلال الأحمر الليبي أن القاربين كانا يحملان مهاجرين من جنسيات مختلفة، بينهم أطفال، الأمر الذي يعكس خطورة التنقل البحري غير القانوني عبر البحر المتوسط، والذي يستهدف المهاجرين من عدة دول أفريقية وآسيوية للعبور إلى أوروبا.
وأشار الهلال الأحمر إلى أن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، بالتعاون مع السلطات البحرية الليبية، لمحاولة تحديد مصير المفقودين وإنقاذ من تبقى على قيد الحياة.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة متكررة من الحوادث البحرية المؤسفة قبالة السواحل الليبية، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المهاجرين سنويًا، نتيجة ظروف الإبحار الخطرة وعدم توافر قوارب صالحة أو معدات أمان كافية.
ويعاني كثير من هؤلاء المهاجرين من محاولات تهريب غير قانونية تنظمها شبكات تهريب تدفعهم للمخاطرة بحياتهم للوصول إلى أوروبا بحثًا عن فرص عمل وحياة أفضل.

من جهتها، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والحكومة الليبية إلى تعزيز عمليات الإنقاذ البحرية وتوفير دعم عاجل للمهاجرين في مراكز الإيواء، لتجنب المزيد من الخسائر البشرية. كما أكدت السلطات الليبية على ضرورة تطبيق تدابير أمنية أكثر صرامة على قوارب الهجرة غير القانونية، وتكثيف الدوريات البحرية لمنع عبور المهاجرين بطريقة غير قانونية، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء وازدياد خطورة الظروف الجوية على البحر المتوسط.
الحادث يسلط الضوء أيضًا على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها المهاجرون في ليبيا، والتي تشمل نقصًا حادًا في المأوى والغذاء والرعاية الصحية، فضلًا عن المخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها خلال محاولاتهم العبور إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وتؤكد هذه الحوادث مرة أخرى الحاجة الملحة لتعاون دولي أوسع لدعم برامج الحماية الإنسانية، ومراقبة شبكات التهريب، وضمان وصول المهاجرين إلى بر الأمان.
من المتوقع أن تستمر السلطات الليبية والجهات الدولية المختصة في متابعة الوضع البحري قبالة السواحل الليبية خلال الأيام المقبلة، مع تكثيف جهود البحث والإنقاذ وتقديم الدعم للمهاجرين المتضررين، بهدف الحد من الخسائر البشرية في ظل استمرار تدفق المهاجرين عبر طرق خطرة وغير رسمية.