حرب روسيا وأوكرانيا.. مسيرات تحلق في الاتجاهين وتطورات ميدانية
تتقاطع المؤشرات من واشنطن إلى كييف وموسكو عند عام 2026، الذي يتوقع أن يكون حاسماً بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعد 4 سنوات من الاستنزاف المستمر.
وأدى هجوم روسي بمسيّرات إلى مقتل شخص وتسبّب في اندلاع حرائق مساء أمس الإثنين في كراماتورسك بشرق أوكرانيا، وفق ما أعلن مجلس بلدية المدينة.
وكتب المجلس على تطبيق تليغرام: "تعرّضت كراماتورسك لهجوم ضخم، ضربت سبع مسيّرات المدينة خلال ثلاثين دقيقة".
وتابع: "بحسب المعلومات الأولية، قُتل شخص في القصف، وهو رجل من مواليد 1961"، مشيرًا إلى تضرّر "مؤسسة تربوية" ومساكن.
من جهة أخرى، أُصيب ثلاثة أشخاص بينهم فتى عمره 16 عامًا مساء الاثنين، حين نفّذت مسيّرة روسية ضربة على سيارتهم في منطقة خاركيف (شمال شرق)، وفق النيابة العامة في المنطقة.
وتواصل القوات الروسية، الأفضل تجهيزًا والأكثر عددًا من القوات الأوكرانية، تقدّمها في شرق البلاد، ولا سيّما في منطقة دونيتسك حيث تتركّز المعارك، إذ أعلنت موسكو الاثنين السيطرة على ثلاث قرى جديدة.
وبموازاة تقدّمها الميداني، تصعّد روسيا منذ أسابيع قصفها على شبكة السكك الحديد ومنشآت الطاقة في أوكرانيا، وسط انخفاض درجات الحرارة مع اقتراب الشتاء.
في المقابل، تستهدف كييف بانتظام مستودعات النفط والمصافي وغيرها من المنشآت في روسيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع صباح الثلاثاء اعتراض 37 مسيّرة هجومية أوكرانية خلال الليل دون الإشارة إلى أضرار.
وقالت الوزارة في بيان: "خلال الليلة الماضية، اعترضت منظومات الدفاع الجوي المناوبة ودمرت 37 طائرة مسيّرة أوكرانية".
وبحسب البيان، جرى إسقاط 10 طائرات مسيّرة فوق شبه جزيرة القرم، و8 فوق مقاطعة ساراتوف، و7 فوق مقاطعة أوريول، و3 فوق كل من مقاطعتي ليبيتسك وروستوف والبحر الأسود، بالإضافة إلى طائرة مسيّرة واحدة فوق أراضي كل من مقاطعات بريانسك، وفورونيج، وكالوغا.

تطورات ميدانية
ووفق وكالة سبوتنيك الروسية، أفاد قادة عسكريون روس اليوم الثلاثاء بأن القوات الأوكرانية "تستسلم بشكل جماعي في فولشانسك، التابعة لمقاطعة خاركيف".
وكشف مصدر عسكري روسي للوكالة أن "الاستسلام الجماعي لأفراد القوات المسلحة الأوكرانية مستمر في فولشانسك، حيث أُسر أربعة جنود من لواء المشاة الآلية المنفصل السابع والخمسين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".
وأضاف الخبير العسكري أندريه ماروتشكو لوكالة سبوتنيك أن محاولات القوات المسلحة الأوكرانية لاختراق الدفاعات قرب قرية موسكوفكا في مقاطعة خاركيف باءت بالفشل، إذ صدّت القوات الروسية الهجمات.
وقال ماروتشكو: "موسكوفكا قرية تقع على بُعد نحو أربعة كيلومترات شمال غرب مركز مدينة كوبيانسك، وقد سيطرت عليها القوات الروسية هذا الصيف".
وتابع: "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حاولت القوات المسلحة الأوكرانية اختراق خط الدفاع التابع للقوات المسلحة الروسية قرب هذه القرية في مقاطعة خاركيف".
ولم ترد كييف على هذه الأنباء.
ومنذ فبراير/شباط 2022، تخوض روسيا وأوكرانيا حربًا واسعة، ونجحت الأولى في السيطرة على مساحات كبيرة من أراضي الثانية، لكن وتيرة التقدّم الروسي تزايدت في الفترة الماضية، وسط تقارير عن إنهاك ومشاكل في التجنيد تواجه الجيش الأوكراني.
في المقابل، تتعرض روسيا لضغوطٍ اقتصادية غير مسبوقة، وهو ما كشفت عنه ميزانية عام 2026 التي أظهرت أن الحرب تستهلك نحو نصف موارد الدولة، مع تراجع الاحتياطيات إلى أدنى مستوياتها منذ عقدين.
وبحسب تقارير غربية، قد يتجاوز العجز المالي الروسي 100 مليار دولار العام المقبل، بينما تتراجع الإيرادات النفطية تحت وطأة الضربات الأوكرانية والعقوبات الغربية.
أما في كييف، فالمعركة تتحول من خطوط الجبهة إلى محطات الكهرباء؛ فمع حلول شتاء 2025 – 2026، تتوقع الحكومة الأوكرانية انقطاعات طويلة قد تصل إلى 12 ساعة يومياً، بعدما دُمّرت أكثر من 60% من قدرات إنتاج الطاقة.
وبين ضغط واشنطن، وأزمة موسكو، ومعاناة كييف، يبدو عام 2026 على أعتاب لحظة فارقة؛ ليس لأنها نهاية محتومة، بل لأنها قد تكون البداية الفعلية للنهاية، إذ لن يملك أي طرف رفاهية الاستمرار كما كان.