حراسة مسلّحة لمرافقة طفل تثير سخرية في ليبيا
أثارت مظاهر حراسة مسلّحة ومصفحات ترافق طفلًا عائدًا من مدرسة للتعليم الأساسي في غرب ليبيا موجة من السخرية والغضب بين الأوساط السياسية والاجتماعية، وسط تساؤلات عن مدى قانونية اقتحام المركبات المدرعة للمنشآت التعليمية، وما إذا كان هذا التصرف يمثل تهديدًا لتلاميذ المدارس في الوقت الذي يغيب فيه أي تعليق رسمي من الجهات المختصة.

وتداول مستخدمون ليبيون على نطاق واسع مقطع فيديو يظهر سيارات مدرعة تدخل فناء إحدى مدارس التعليم الأساسي في العاصمة طرابلس، حيث استقلها نجل معمر الضاوي، آمر «الكتيبة 55 مشاة» في ورشفانة، والمتعاون مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة. ويأتي هذا الإجراء في وقت تشهد فيه ليبيا تصاعدًا للتوترات بين مختلف التشكيلات المسلحة، سواء الموالية للحكومة أو المعارضة لها، في ظل فوضى أمنية غير مسبوقة.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الضاوي أو المتحدث باسم كتيبته حول الفيديو، لكن مقربين من القيادات الأمنية ربطوا الإجراءات المشددة بنقل نجله التلميذ بالعداوات المتراكمة بين قادة التشكيلات المسلحة المختلفة، مشيرين إلى أن المنطقة شهدت تصعيدًا أمنيًا مؤخراً.
يذكر أن معمر الضاوي نجا من محاولة اغتيال استهدفته في 23 أغسطس الماضي، حين هاجم مسلحون مجهولون عناصر الكتيبة في منطقة المعمورة بورشفانة، ما أدى إلى مقتل 12 عنصرًا من الكتيبة، وأثارت الحادثة توترًا كبيرًا في المدينة. وتُظهر الواقعة حجم المخاطر التي تواجه بعض قيادات التشكيلات المسلحة وعائلاتهم، لكنها أثارت أيضًا موجة واسعة من السخرية بين المواطنين الذين اعتبروا أن هذه الإجراءات مبالغ فيها وغير متناسبة مع نقل طفل صغير من المدرسة إلى المنزل.
وقد أعرب رواد منصات التواصل الاجتماعي عن استهجانهم الشديد، حيث قال أحدهم: «شاهدت فيديو ابن معمر الضاوي وهو مروّح من المدرسة برتل ليس عند محمد الحداد رئيس ما يسمى بالأركان العامة مثله»، بينما علق آخر: «المفروض يبنوا له مدرسة في الحوش علاش يتعبوا فيه». وأوضح الناشط السياسي صالح أحمد أن المشهد «ليس تحشيدًا لمواجهة أو تحضيرًا لوصول ضيف رسمي، بل رتل سيارات مسلّحة ومصفحة يدخل مدرسة ابتدائية لنقل طفل إلى المنزل».
ولم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة التربية والتعليم بغرب ليبيا على الواقعة، رغم أهمية الملف، في ظل استمرار الفوضى الأمنية وتغوّل التشكيلات المسلحة على الأراضي الليبية، سواء كانت تابعة للحكومة أو للمعارضة، ما يثير قلق الأهالي حول مستقبل أبنائهم في المدارس وحقهم في التعليم في بيئة آمنة.
ويُعد هذا الحدث مؤشرًا على مدى الانقسام والتوترات الداخلية بين التشكيلات المسلحة في ليبيا، ويطرح أسئلة جدية حول مسؤولية الدولة في حماية المنشآت التعليمية وتأمين سلامة التلاميذ، بعيدًا عن أي صراعات مسلحة.