مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

القتال في وسط السودان يتسبب في نزوح ألفي شخص خلال ثلاثة أيام

نشر
الأمصار

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، أن موجة جديدة من القتال العنيف في وسط جمهورية السودان تسببت في نزوح نحو ألفي شخص خلال الأيام الثلاثة الماضية، في أحدث تطور مأساوي ضمن الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين من المدنيين.

وذكرت المنظمة، في بيان رسمي صدر من مقرها في جنيف، أن النازحين الجدد فروا من عدة بلدات وقرى في منطقة بارا التابعة لولاية شمال كردفان السودانية، وذلك بين يومي الجمعة والأحد الماضيين، نتيجة لتجدد المواجهات المسلحة بين طرفي الصراع، في ظل غياب أي هدنة أو اتفاق سياسي يلوح في الأفق.

وأوضحت المنظمة الأممية أن فرقها الميدانية رصدت حركة نزوح واسعة في المنطقة، حيث اضطر الأهالي إلى مغادرة منازلهم سيرًا على الأقدام أو باستخدام عربات تقليدية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول إلى وسائل النقل. وأضافت أن العديد من النازحين لجأوا إلى مناطق أكثر أمانًا في شمال وغرب كردفان، بينما تمكن بعضهم من الوصول إلى أطراف إقليم دارفور المجاور.

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تزايد حدة القتال في ولايتي كردفان ودارفور جعل منهما مركزين رئيسيين لتصاعد أعمال العنف خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدة أن استمرار المعارك أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية في قطاعات الصحة والتعليم والمياه، فضلًا عن نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية.

وفي السياق نفسه، أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، في بيان اليوم الإثنين، أنها سيطرت على بلدة بابنوسة الواقعة في ولاية غرب كردفان، مشيرة إلى أن مقاتليها يتقدمون نحو مقر قيادة الجيش في المنطقة. من جانبها، لم يصدر الجيش السوداني أي تعليق رسمي على هذا الإعلان حتى الآن، فيما حذر سكان محليون من احتمال اندلاع معارك جديدة قد تؤدي إلى مزيد من النزوح والمعاناة الإنسانية.

ويأتي هذا التصعيد الميداني في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية والإقليمية إلى ضرورة وقف القتال والعودة إلى طاولة الحوار. وكانت الهيئة الحكومية للتنمية الإفريقية (إيغاد) قد شددت مؤخرًا على أنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة في السودان"، داعية الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بالحلول السلمية وإتاحة المجال أمام الجهود الإنسانية للوصول إلى المحتاجين.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وتُقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 10 ملايين شخص نزحوا داخل البلاد وخارجها، بينما يواجه نحو 25 مليون سوداني، أي أكثر من نصف السكان، خطر الجوع وسوء التغذية، وسط تدهور شامل للبنية التحتية وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

كما حذرت وكالات الإغاثة الدولية من أن استمرار القتال في مناطق وسط وغرب البلاد قد يدفع السودان نحو مجاعة واسعة النطاق، ما لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.