العراق يطلق انتخابات 2025 بتصويت خاص للقوات الأمنية والنازحين
انطلقت صباح الأحد، 9 نوفمبر 2025، في العراق أولى مراحل الانتخابات البرلمانية لعام 2025، مع بدء التصويت الخاص المخصص لمنتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والنازحين، في خطوة وصفتها السلطات بأنها "الاختبار الأول لشفافية العملية الانتخابية" قبل الاقتراع العام المقرر غدًا الاثنين.

وفي تفاصيل العملية، بدأت مراكز الاقتراع الخاصة بالتصويت عند الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، حيث تم تجهيز 809 مركزًا انتخابيًا شملت 4501 محطة اقتراع موزعة على جميع محافظات البلاد، وفق ما أعلن رئيس خلية الإعلام الأمني، الفريق سعد معن.

وأشار معن إلى أن عدد المشاركين في التصويت الخاص تجاوز مليون و313 ألف ناخب من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، إلى جانب 26 ألفًا و538 نازحًا موزعين على 27 مركزًا انتخابيًا مخصصًا لهم. وأضاف أن عملية الاقتراع جرت وفق "وجبات متتالية" لتسهيل الإدلاء بالأصوات دون التأثير على المهام الأمنية اليومية، مؤكدًا أن المراكز شهدت إقبالاً واسعًا وتنظيمًا محكمًا منذ الساعات الأولى.
مفوضية الانتخابات: شفافية عالية وإجراءات دقيقة
أكد رئيس مجلس المفوضين، عمر أحمد، أن العملية الانتخابية تسير "بشفافية عالية" بعد استكمال جميع الاستعدادات اللوجستية والتقنية.
وأوضح أحمد، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية، أن المفوضية جهزت المراكز بالأجهزة الحديثة ودربت الكوادر المشرفة على إدارة العملية الانتخابية، مشددًا على أن جميع مراحل التصويت تخضع لرقابة فنية صارمة لضمان نزاهة النتائج.
من جانبها، ذكرت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، أن أجهزة التصويت تعمل بكفاءة كاملة ولم تُسجَّل أي أعطال تُذكر، مشيرة إلى انتشار فرق تقنية متخصصة في جميع المحافظات لمتابعة سير العملية ومعالجة أي طارئ بشكل فوري.
الجيش والقوات الأمنية: انسيابية وتنظيم كامل
أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان، أن التصويت الخاص "يسير بانسيابية تامة وبحرية مطلقة"، مشيرًا إلى أن الإجراءات الأمنية تضمن حماية المراكز والمقترعين في كافة المناطق.

وأضاف اللواء ياسين صاحب، من مديرية الاستخبارات والأمن في وزارة الدفاع العراقية، أن الإقبال على التصويت "واسع جدًا"، موضحًا أن الوزارة اعتمدت تقسيم منتسبيها إلى وجبات لتفادي إخلاء المقرات العسكرية خلال العملية، وأن التصويت يتم "بحفاوة وتنظيم كبيرين".
ونفت رئاسة أركان الجيش العراقي الأنباء المتداولة بشأن سحب هواتف المنتسبين المكلفين بحماية مراكز الاقتراع، مؤكدة أن هذه الأخبار "عارية عن الصحة تمامًا" وأن جميع الإجراءات الأمنية والتنسيقية تُنفَّذ بالتعاون المباشر مع اللجنة الأمنية العليا والمفوضية.
تصويت القوات الأمنية دون تعطيل للواجبات
أكد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، أن قيادة العمليات أعدّت خطة أمنية شاملة لتأمين العملية الانتخابية بالتنسيق مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ووزارة الداخلية ووكالات الاستخبارات والأجهزة الداعمة. وأوضح التميمي أن تصويت القوات الأمنية الخاص سيُنفَّذ وفق جداول زمنية دقيقة، تضمن عدم تعطيل الواجبات اليومية، مع توفير حماية كاملة أثناء التنقل لتجنب أي ازدحام أو مشاكل لوجستية.
وأضاف أن الخطة ترتكز على توزيع القوات في ثلاثة أطواق أمنية متكاملة: الطوق الداخلي المسؤول عن حماية المراكز الانتخابية بشكل مباشر، الطوق الأوسط لتأمين الطرق المؤدية إلى المراكز، والطوق الخارجي لمنع أي خرق أمني أو تحركات مشبوهة. وأكد الفريق التميمي أن عمليات نقل القوات المشاركة في التصويت تمت وفق جداول مسبقة وبشكل متناوب، بحيث يواصل قسم منهم أداء مهامهم الأمنية، فيما يتوجه القسم الآخر للإدلاء بأصواتهم.
القضاء الأعلى: استقلالية تامة وحماية القانون
من جهته، شدد رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، القاضي فائق زيدان، على أن "القضاء والمفوضية يعملان في استقلال تام"، مؤكدًا أنه لن يُسمح بأي خرق للقانون أو الدستور خلال سير العملية الانتخابية.
وأشار زيدان إلى أن قرارات استبعاد بعض المرشحين "قانونية ومستندة إلى المعايير التي أقرها مجلس النواب"، نافياً وجود أي تدخل سياسي أو خارجي في العملية الانتخابية، ومؤكدًا على ضرورة احترام القوى السياسية للمدد الدستورية لتشكيل الحكومة بعد إعلان النتائج، مع التشديد على أن المحكمة الاتحادية لن تتأخر في المصادقة على النتائج النهائية.
دعوة من الرئيس العراقي للمشاركة الواسعة

في رسالة إلى الشعب العراقي عشية الاقتراع، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد الناخبين والقوات الأمنية إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات، مؤكدًا أن الاقتراع الحر والنزيه هو الطريق الأمثل لإصلاح النظام السياسي وبناء حكومة قوية تعبّر عن إرادة العراقيين.
وأضاف رشيد أن هذه الانتخابات تمثل "مرحلة جديدة نحو إرساء السلام والاستقرار والتنمية"، مشيدًا بتضحيات الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة في حماية العملية الديمقراطية وضمان حرية التصويت.
أجواء هادئة واستعداد ليوم الاقتراع العام
حتى ظهر الأحد، لم تُسجَّل أي خروقات أمنية أو تقنية في عموم المحافظات العراقية، فيما يُتوقع أن تُعلن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نسبة المشاركة النهائية في الساعات المقبلة.
وحددت المفوضية موعد إغلاق التصويت الخاص عند الساعة السادسة مساءً، على أن تبدأ عملية فرز الأصوات إلكترونيًا ويدويًا بنسب محددة، تمهيدًا لبدء يوم الاقتراع العام يوم الاثنين المقبل، حيث يتوجه ملايين العراقيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب الجديد.
وتشير جميع التقارير الإعلامية إلى أن التصويت الخاص يمثل اختبارًا هامًا لإمكانات المفوضية والجهات الأمنية في إدارة العملية الانتخابية، وإرساء معايير الشفافية التي ستطبق على الاقتراع العام، بما يعكس تطلعات الشعب العراقي لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.