البرهان من شمال السودان : النصر بات قريبًا
في ظل التصاعد الحاد للأزمة الإنسانية الناتجة عن النزاع المسلح في مدينة الفاشر، قام رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بزيارة ميدانية إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية لمتابعة أوضاع المواطنين النازحين الذين فروا من الفاشر خلال الأيام القليلة الماضية.
وتعد هذه الزيارة من أبرز التحركات الرسمية التي تعكس اهتمام الحكومة بتداعيات النزوح الداخلي الذي خلفه النزاع.
"البرهان يتفقد أوضاع النازحين في مدينة الدبة ويؤكد التزام الحكومة بتقديم الدعم الإنساني"
خلال جولته الميدانية صباح السبت، تفقد الفريق أول البرهان أوضاع الأسر النازحة التي وصلت إلى مدينة الدبة، حيث استمع إلى تقرير مفصل من لجنة الأزمات والطوارئ حول الوضع العام في معسكرات النزوح والجهود المبذولة لتوفير الخدمات الأساسية والدعم الإنساني للمواطنين المتضررين. كما زار البرهان المخيمات التي تحتضن مئات من النازحين، بينهم العديد من النساء والأطفال وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة وظروف صحية حرجة. وتأتي هذه الزيارة في إطار متابعة الحكومة للأوضاع في المناطق التي شهدت نزوحاً جماعياً من مدينة الفاشر نحو مناطق أكثر أماناً في شمال السودان.
وأعرب البرهان عن تقديره العميق لمواطني محلية الدبة، مثنيًا على كرمهم وحسن استقبالهم للنازحين من الفاشر. وأكد أن هذا الموقف يعكس القيم السودانية الأصيلة في التضامن والتكافل الاجتماعي في أوقات الأزمات. ودعا البرهان إلى ضرورة استمرار التعاون والعمل بروح الجماعة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، مشددًا على أن وحدة الشعب السوداني وقواته المسلحة ستظل الأساس لمواجهة التحديات الراهنة، وأن النصر قريب بإذن الله. كما تم تداول مقطع مؤثر على منصات التواصل الاجتماعي يظهر البرهان وهو يحتضن عددًا من النازحين، في لقطة لاقت تفاعلًا واسعًا من الجمهور السوداني.
خلال الزيارة، أكد رئيس مجلس السيادة على التزام الحكومة بتقديم الدعم الكامل للنازحين من مدينة الفاشر، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم في مدينة الدبة. وشملت هذه الاحتياجات الغذاء، الرعاية الصحية، والمأوى. وتم تجهيز عدد من الخيام لإيواء النازحين، بمشاركة واسعة من المتطوعين والمواطنين المحليين الذين أسهموا في توفير الطعام والعلاج والمستلزمات الضرورية. وقد وصلت فرق تطوعية من مبادرة "تكية الفاشر" إلى مدينة الدبة، حيث بدأت بتقديم الدعم الإنساني وجمع التبرعات لتغطية احتياجات النازحين اليومية، في مشهد يعكس التلاحم بين المجتمع المدني والجهود الرسمية في مواجهة الأزمة الإنسانية.
وشدد البرهان على ضرورة تسريع وتيرة العمل الإغاثي، مؤكدًا أن التنسيق بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي هو العامل الأساسي لضمان وصول الدعم إلى كافة المتضررين. وأشاد بمبادرات المتطوعين والمنظمات الأهلية التي سارعت إلى احتضان النازحين وتخفيف معاناتهم، معتبرًا أن هذه المبادرات تمثل نموذجًا يحتذى به في العمل الإنساني الوطني. وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تدخلات عاجلة لمواجهة تداعيات النزوح وسط استمرار التوترات الأمنية في مناطق غرب السودان.