السودان: كامل إدريس ينفي وجود مجاعة في الفاشر وكادوقلي
في ظل تصاعد التحذيرات الدولية من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، نفى رئيس الوزراء في حكومة الجيش السوداني، كامل إدريس، صحة التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة التي تحدثت عن تفشي المجاعة في مدينتي الفاشر وكادوقلي، مؤكدًا أن الدولة تعمل بشكل متواصل لضمان الأمن الغذائي للمواطنين في مختلف أنحاء البلاد.
وخلال مقابلة بثتها قناة الجزيرة مساء الأربعاء، قال إدريس إن ما تداوله بعض التقارير الأممية والإعلامية حول انتشار المجاعة في شمال دارفور وجنوب كردفان هوادعاء غير صحيح، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في البلاد قيد المتابعة والإدارة المستمرة من قبل الحكومة والمؤسسات الوطنية.
إدريس: لا مجاعة في السودان والحكومة نجحت في إيصال المساعدات رغم الحصار
وأوضح إدريس أن قوات الدعم السريع فرضت في وقت سابق حصارًا على عدد من المدن، من بينها الفاشر وكادوقلي، مما تسبب في صعوبات إنسانية، إلا أن الحكومة تمكنت من إيصال المساعدات والإمدادات الغذائية إلى العديد من المناطق المتأثرة. واعتبر أن الحديث عن مجاعة شاملة هو "أكذوبة هدفها إثارة الرأي العام"، مشددًا على أن السودان يعيش حالة من التكافل الشعبي والتعاون بين مختلف مكوناته لمنع تفاقم الأزمة.
كما أعرب إدريس عن شكره لمنظمات الأمم المتحدة والهيئات الإنسانية التي تواصل العمل داخل السودان رغم التحديات الأمنية واللوجستية الصعبة، مشيرًا إلى أن هذه المنظمات تؤدي دورًا محوريًا في دعم المتضررين من الحرب والنزوح، وأن التعاون بين الحكومة والمجتمع الدولي يسير في إطار "الشراكة الإنسانية" لخدمة المواطنين.
وأضاف رئيس الوزراء أن السودان لا يعاني من مجاعة، بل يشهد جهودًا شعبية ورسمية متضافرة تهدف إلى منع انتشار الجوع وتوفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين، مؤكدًا أن الظروف الراهنة صعبة لكنها "لا ترقى إلى مرحلة المجاعة كما تصفها بعض الجهات الدولية".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية للحكومة السودانية بسبب ما وصفته منظمات الإغاثة بـ“الوضع الإنساني الكارثي” في عدد من المناطق المحاصرة، وسط تقارير تشير إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، وتدهور الخدمات الأساسية، واستمرار نزوح الآلاف من المدنيين.
وختم إدريس حديثه بالتأكيد على أن الحكومة تولي الملف الإنساني أولوية قصوى، وتعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتأمين الإمدادات وممرات الإغاثة، مشيرًا إلى أن روح التضامن الوطني ستظل السند الحقيقي للسودانيين في مواجهة الأزمة الراهنة.