النفط يتراجع دون 60 دولاراً مع أكبر زيادة في المخزونات الأمريكية
شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأربعاء، متأثرة بارتفاع المخزونات الأميركية لأعلى مستوى لها منذ يوليو الماضي، في ظل تداولات ضعيفة ومخاوف متزايدة من فائض في الإمدادات العالمية خلال عام 2026.
وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.4% ليستقر دون مستوى 60 دولارًا للبرميل، وهو مستوى نفسي مهم يُتوقع أن يفعّل موجة شراء فنية في حال تجاوزه صعودًا.
وتتحرك الأسعار منذ مطلع الأسبوع الماضي ضمن نطاق ضيق لا يتجاوز دولارين، ما يعكس حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق قبل صدور بيانات إضافية حول الطلب العالمي.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 5.2 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 31 أكتوبر، وهي أكبر زيادة منذ يوليو، ما ضغط على الأسعار وأثار تساؤلات حول توازن السوق، رغم أن هذا الارتفاع جاء أقل من تقديرات مؤسسات صناعية بارزة.
في المقابل، سجلت مخزونات المنتجات النفطية المكررة انخفاضًا طفيفًا، ما يشير إلى استمرار الطلب المحلي في الولايات المتحدة، الأمر الذي حد من حدة الخسائر السعرية.
وقال مات سميث، كبير محللي النفط في الأميركيتين لدى شركة تحليل بيانات السوق Kpler، إن "زيادة واردات الخام إلى الولايات المتحدة وضعف نشاط التكرير خلال موسم الصيانة ساعدا على تراكم المخزونات"، مضيفًا أن تراجع شحنات الصادرات النفطية الأميركية فاقم من هذا الارتفاع في المخزون.

وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه السوق العالمي ضغوطًا من زيادة الإنتاج في تحالف أوبك+ وبعض الدول خارج المنظمة، ما يعزز التوقعات بحدوث فائض في المعروض قد يصل إلى مليوني برميل يوميًا العام المقبل، وفق تقديرات الرئيس التنفيذي لشركة ميركوريا لتجارة السلع، الذي تحدث خلال مؤتمر "أديبك" في أبوظبي.
ورغم هذا التراجع، أشار تقرير لمصرف مورغان ستانلي إلى أنه رفع توقعاته لأسعار النفط في 2026، متوقعًا تحسن التوازن في السوق إذا أوقفت أوبك+ زياداتها المخطط لها في الإنتاج خلال الأشهر المقبلة.
في سياق متصل، باعت شركة ريلاينس إندستريز الهندية – وهي من كبار مستوردي الخام عالميًا – شحنة من النفط العراقي إلى مصفاة أوروبية، في خطوة غير معتادة، وسط توقعات بتأثر مشتريات الهند من النفط الروسي بالعقوبات الأميركية الأخيرة على أكبر شركتين روسيتين منتجتين للخام.
ويشير محللون إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تقلبات حادة في الأسعار، مع استمرار حالة التوازن الهشة بين الطلب العالمي والإنتاج المتزايد، ما يجعل مستوى 60 دولارًا للبرميل نقطة اختبار رئيسية في مسار سوق النفط العالمي.