البيت الأبيض يكشف لحظات نادرة من عفوية شي جين بينغ
في مشهد غير معتاد من الدبلوماسية الدولية، نشر البيت الأبيض الأمريكي صورًا نادرة تُظهر جانبًا إنسانيًا غير مألوف من شخصية الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي عُقدت في كوريا الجنوبية.
ووفقًا لتقرير بثته شبكة «سي إن إن» الأمريكية، فإن شي جين بينغ الذي اشتهر على مدى سنوات بملامحه الجادة وابتعاده عن التعبيرات العفوية، ظهر في هذه الصور بابتسامة دافئة ووجه مفعم بالود، وهو ما اعتبره مراقبون "جانبًا خفيًا" من شخصية الزعيم الصيني الذي يقود الحزب الشيوعي منذ أكثر من عقد.
الاجتماع الذي جمع الزعيمين في قاعدة جيمهاي الجوية بمدينة بوسان، ركّز على عدد من الملفات الحساسة بين أكبر اقتصادين في العالم، من بينها التجارة الثنائية وقضايا الفنتانيل والمعادن الأرضية النادرة ورقائق الكمبيوتر المتقدمة. لكن ما لفت الأنظار لم يكن فحوى المباحثات فحسب، بل اللحظات الإنسانية التي رصدتها عدسات المصورين داخل القاعة.
إحدى الصور التي نشرها البيت الأبيض أظهرت ترامب وهو يمد ذراعه فوق طاولة المفاوضات ليُري شي ورقةً ما، بينما بدا الرئيس الصيني يبتسم بعفوية نادرة، مغمض العينين في لقطة جمعت بين الدبلوماسية والمرح. إلى جانبه ظهر وزير الخارجية الصيني وانغ يي وهو يضحك في أجواء وصفتها التقارير بأنها «مفعمة بالود غير المسبوق» بين الجانبين.

ولم تتوقف المظاهر العفوية عند هذا الحد، فبعد يومين فقط، شوهد شي جين بينغ وهو يمزح أثناء تبادل الهدايا مع الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، حيث قدّم له الأخير لوحًا خشبيًا للعب الشطرنج التقليدي المعروف باسم "جو"، بينما رد الزعيم الصيني بهدية مزدوجة — هاتفين من طراز شاومي له ولزوجته، وأشار مبتسمًا إلى أن الهواتف مزودة بشاشات كورية الصنع.
وفي لحظة طريفة التقطتها الكاميرات، سأل الرئيس الكوري الجنوبي مازحًا: «كيف هو أمن الاتصالات؟»، فأجابه شي ضاحكًا: «يمكنك أن تتحقق بنفسك مما إذا كان هناك باب خلفي»، مما أثار موجة من الضحك داخل القاعة.
تلك المشاهد النادرة تتناقض مع الصورة الرسمية التي غالبًا ما يُقدَّم بها الرئيس الصيني في بلاده، حيث يُعرف عنه الحرص على الانضباط والجدية في الظهور العلني، إذ شوهد مؤخرًا وهو يترأس عرضًا عسكريًا مرتديًا بدلة "ماو"، رمز السلطة الثورية في الصين.
ويرى محللون أن ظهور شي بهذه العفوية قد يكون رسالة دبلوماسية ناعمة تهدف إلى تلطيف صورته أمام الرأي العام العالمي، في وقت تتزايد فيه التوترات الاقتصادية والسياسية بين بكين وواشنطن. كما تعكس الصور التي نشرها البيت الأبيض رغبة أمريكية في إظهار الزعيم الصيني بصورة أكثر قربًا وإنسانية، بعيدًا عن الطابع الرسمي الصارم الذي يطغى عادة على لقاءاته الدولية.