مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عودة أرنولد إلى أنفيلد.. بين وفاء القلب ومنطق الاحتراف

نشر
الأمصار

تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية الليلة نحو ملعب أنفيلد في إنجلترا، حيث يشهد مواجهة نارية بين ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، إلا أن الحدث الأبرز ليس المواجهة ذاتها بقدر ما هو عودة ترينت ألكسندر أرنولد إلى معقله السابق، ولكن هذه المرة مرتديًا القميص الأبيض للخصم التاريخي ريال مدريد.

عودة أرنولد إلى أنفيلد تحمل طابعًا عاطفيًا خاصًا، فالنجم الإنجليزي الذي نشأ بين جدران النادي منذ أن كان في السادسة من عمره، سيقف الليلة في مواجهة الجماهير التي لطالما تغنت باسمه وهتفت له. وبين من يرى في رحيله خيانة، ومن يبرره كخيار احترافي مشروع، تبقى المباراة رحلة بين الوفاء والاحتراف في مسيرة أحد أبرز نجوم الكرة الحديثة.

ولد ترينت ألكسندر أرنولد في مدينة ليفربول عام 1998، والتحق بأكاديمية النادي وهو طفل صغير، ليشق طريقه بثبات نحو الفريق الأول تحت قيادة يورغن كلوب في عام 2016.
بأسلوبه المميز وقدرته الفائقة على إرسال الكرات العرضية المتقنة والتمريرات الحاسمة، أصبح أرنولد ركيزة أساسية في مشروع ليفربول الذهبي، وساهم في التتويج بـ دوري أبطال أوروبا عام 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز عام 2020، بجانب بطولات أخرى جعلت اسمه جزءًا من تاريخ النادي.

رحيل أرنولد عن ليفربول في صيف 2025 شكّل صدمة كبيرة لجماهير "الريدز"، إذ انتقل إلى ريال مدريد الإسباني في صفقة ضخمة تجاوزت قيمتها 90 مليون يورو، مبررًا خطوته برغبته في خوض تحدٍّ جديد في "الليغا".
ومنذ انضمامه إلى الفريق الملكي تحت قيادة تشابي ألونسو، أثبت أرنولد نفسه كأحد أكثر اللاعبين تنوعًا تكتيكيًا، حيث لم يقتصر دوره على مركز الظهير الأيمن، بل شارك أحيانًا كلاعب وسط عميق أو صانع ألعاب متقدم، مما جعله ورقة رابحة في تشكيلة الميرينغي.

مشاعر جماهير ليفربول تجاه أرنولد الليلة تتراوح بين الحنين والخذلان؛ فبينما يرى البعض أن رحيله خيانة لإرث النادي في مرحلة كان بحاجة لخبرته، يرى آخرون أن ما فعله ليس سوى انعكاس لواقع الاحتراف الحديث في كرة القدم، حيث تباع الولاءات وتُشترى بالعقود الضخمة.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل سيحظى ابن ليفربول السابق بتحية الأبطال عند دخوله الملعب، أم سيقابله الجمهور بالصافرات والرفض؟

تصريحات المدربين قبل اللقاء

في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، قال أرنولد:

قضيت في ليفربول أفضل سنوات حياتي، لكن اليوم أنا لاعب في ريال مدريد وسأبذل كل ما أملك لفريقي.

أما مدرب ليفربول، آرني سلوت، فأكد احترامه لمسيرة أرنولد قائلاً:

نحترم إرث ترينت، لكنه الآن خصم داخل الملعب.

في المقابل، شدد مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي على أن اللاعب "يدرك حساسية الموقف، وسيتعامل معه باحترام كبير لجماهيره السابقة".

خلال مسيرته مع ليفربول، شارك أرنولد في 290 مباراة، سجل خلالها 18 هدفًا وقدم 66 تمريرة حاسمة، وأسهم في تحقيق 3 بطولات كبرى، أبرزها دوري الأبطال والدوري الإنجليزي، ما جعله رمزًا لجيل أعاد هيبة الريدز إلى القارة الأوروبية.

ومع صافرة بداية اللقاء الليلة، لن تكون المواجهة مجرد مباراة ضمن البطولة الأوروبية، بل لحظة مواجهة بين ماضي أرنولد المجيد وحاضره الاحترافي الجديد، في ليلة ينتظر فيها العالم جواب السؤال الكبير:
هل سينتصر الوفاء أم يفرض الاحتراف منطقه البارد؟