براح: علاقات الجزائر ومصر تجسد الأخوة والتضامن العربي
أكد السفير محمد سفيان براح، سفير الجزائر لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن العلاقات بين الجزائر ومصر تمثل نموذجًا راسخًا للأخوة العربية والتضامن التاريخي بين الشعبين، مشيرًا إلى أنها تجسد قيم النضال المشترك والوحدة المصيرية التي جمعت البلدين منذ اندلاع الثورة الجزائرية المجيدة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير الجزائري بمناسبة الذكرى الـ61 لاندلاع ثورة أول نوفمبر، حيث استعرض خلالها عمق الروابط التاريخية بين البلدين، مؤكدًا أن الثورة الجزائرية وجدت في مصر دعمًا ثابتًا وموقفًا عربيًا أصيلًا، إذ كانت القاهرة السند السياسي والإعلامي والعسكري الأول للثوار الجزائريين في كفاحهم ضد الاستعمار الفرنسي.
وأوضح براح أن مصر، بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، احتضنت مناضلي الجزائر وفتحت أمامهم منابرها الإعلامية، وقدمت دعمًا ماديًا وعسكريًا دون مقابل، انطلاقًا من قناعة بأن تحرير الجزائر هو جزء من تحرر الأمة العربية بأسرها.
وأضاف أن الجزائر لم تنسَ هذا الموقف، وظلت وفية لمصر بعد الاستقلال، إذ كانت إلى جانبها خلال حربي 1967 و1973، وشاركت في الدفاع عن الأمة العربية، مما رسخ روابط الأخوة النضالية بين البلدين. وشدد السفير على أن هذه العلاقات لم تكن مجرد تعاون ظرفي، بل تحولت إلى شراكة استراتيجية مبنية على الثقة والتكامل ووحدة المصير.
وأشار براح إلى أن الجزائر ومصر اليوم تمثلان ركيزتين محوريتين في منظومة الأمن القومي العربي والإفريقي، وصوتين متجانسين في الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تظل بوصلة المواقف ومقياس الالتزام بالمبادئ.
كما أكد أن البلدين يشهدان حراكًا متجددًا في التعاون الثنائي، تجسد في زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مصر عام 2024، ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم الاتفاق على رفع حجم التبادل التجاري إلى نحو خمسة مليارات دولار سنويًا، وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري.

وكشف السفير عن استعداد القاهرة لاحتضان الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية خلال نوفمبر الجاري، والتي من المقرر أن تشهد توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، إلى جانب تنظيم منتدى لرجال الأعمال من البلدين لتعزيز الشراكة الاقتصادية.
وفي ختام كلمته، شدد السفير براح على أن روح نوفمبر ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، باعتبارها رمزًا للتضحية والعزيمة، ومشعلًا ينير طريق البناء والتنمية. وأكد أن الجزائر تواصل اليوم معركة البناء الوطني والتنمية الاقتصادية، مستندة إلى سيادتها واستقلال قرارها، ومؤمنة بأن التعاون مع مصر يمثل دعامة أساسية لترسيخ الأمن والاستقرار العربي، وبناء مستقبل أكثر توازنًا وعدالة لشعوب المنطقة.