مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

قصص وأسرار في المتحف المصري الكبير عمرها الاف السنين تحكيها التماثيل عن الحضارة المصرية

نشر
الأمصار

المتحف المصري الكبير (اختصارًا GEM) هو أكبر متحف للآثار المصرية القديمة في العالم، والذ يضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، ولكل قطعة قصة تحكي أسرار صغيرة من حياة عاشها المصريين القدماء

أهم التماثيل بالمتحف المصري الكبير

1. تمثال رمسيس الثاني 

العملاق الموجود في بهو المدخل الرئيسي، للملك رمسيس الثاني الذي كان من أعظم ملوك مصر، حكم أكتر من 60 سنة!

اكتشف عالم الآثار الإيطالي جيوفاني باتيستا كافليليا، في عام 1820، تمثال الملك رمسيس الثاني المصنوع من الجرانيت الوردي، والذي يزن نحو 60 طنًا، حيث كان التمثال وقت العثور عليه مكسورًا إلى ستة أجزاء، وفاقدًا لقمته وأسفل التاج والقدمين، مع وجود كسر في الساق اليمنى.

وعثر كافليليا، في الموقع نفسه، على تمثال آخر لرمسيس الثاني راقدًا على ظهره، منحوت من الحجر الجيري، وكان مصابًا بكسر في القدم، ما جعله غير قابل للوقوف، وحاول محمد علي باشا حينها إهداء التمثال إلى بريطانيا، إلا أن المملكة رفضت بسبب صعوبة نقله لضخامته، فتم إنشاء مبنى خاص لحمايته.

ظل التمثال، يرقد في أطلال منف لأكثر من 130 عامًا، إلى أن أمر الرئيس جمال عبدالناصر عام 1954 بنقله إلى القاهرة احتفالًا بالذكرى الثانية لثورة يوليو.

وشهد عام 1955 تنفيذ قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بنقل تمثال رمسيس الثاني إلى ميدان باب الحديد في القاهرة، الذي تم تغيير اسمه إلى "ميدان رمسيس".

وبدأ التفكير في نقل التمثال من ميدان رمسيس عام 1994 بعد تعرضه المستمر للتلوث البيئي والاهتزازات الناتجة عن حركة السيارات والمترو، حيث طُرحت عدة مقترحات لنقله إلى أماكن أخرى مثل ميدان الرماية أو أمام دار الأوبرا، إلا أن تلك المواقع لم تكن توفر الحماية الكافية من العوادم والتكدس، ليقع في النهاية الاختيار على موقع المتحف المصري الكبير بهضبة الأهرام.

في عام 2004، أعلنت هيئة الآثار مناقصة مشروع فك ونقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى موقعه المؤقت بجوار المتحف المصري الكبير، وفازت شركة المقاولون العرب بتنفيذ العملية، وجاء القرار لحماية التمثال من التلوث والاهتزازات التي كانت تهدد سلامته الإنشائية.

وفي صباح 25 أغسطس عام 2006، بدأت عملية النقل التاريخية باستخدام أحدث الوسائل الهندسية، حيث تم تجهيز التمثال بغطاء حديدي قوي ورغوة مطاطية لحمايته، ثم ثُبت على جسر معلق يسمح له بالحركة بحرية أثناء الصعود والنزول عبر كوبري المنيب والطرق المنحدرة.

في عام 2018، أُسندت إلى شركة المقاولون العرب مهمة نقل التمثال من موقعه المؤقت إلى داخل البهو الرئيسي بالمتحف المصري الكبير، وهو ما تطلب إعداد فريق عمل متكامل من مختلف التخصصات الهندسية والفنية.

وتمت عملية نقل التمثال العملاق الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 9 أمتار ويزن نحو 83 طنًا، باستخدام نظامًا هندسيًا متطورًا يعتمد على أربع روافع هيدروليكية تعمل في اتجاهين وبشكل متزامن، تبلغ حمولة الواحدة منها 160 طنًا بإجمالي قدرة تفوق 600 طن، في حين يبلغ وزن التمثال ونظامه الحامل نحو 150 طنًا، ما وفر نسبة أمان وصلت إلى 300%.

وبلغ وزن التمثال وحده المصنوع من الجرانيت الوردي نحو 83 طنًا، بارتفاع يزيد عن 11 مترًا، بينما وصل الوزن الكلي مع القاعدة إلى 123 طنًا.

يُعد رمسيس الثاني، أو رمسيس العظيم، من أبرز ملوك مصر القديمة وأكثرهم تأثيرًا في التاريخ الفرعوني، إذ حكم البلاد بين عامي 1279 و1213 قبل الميلاد.

وقاد رمسيس حملات عسكرية كبرى في النوبة وسوريا وكنعان، وانتصر في معركة قادش ضد الحيثيين، التي أسفرت عن توقيع أول معاهدة سلام في التاريخ.

2. تماثيل الملكة حتشبسوت

معروض في صالة الدولة الحديثة بالمتحف المصري الكبير

وهو تمثال ضخم يُظهر شموخ صاحبته التي تظهر وهي جاثية على ركبتيها في وضع التعبد، وتحمل في يديها أواني «قرابين» من أجل تقديمها للإله آمون رع في مشهد يرمز إلى التقوى والتعبد، إذ تكشف كل هذه التفاصيل عن شخصية الملكة المصرية القديمة حتشبسوت إحدى ملكات مصر العظيمات والتي سُطِّر اسمها في التاريخ لآلاف السنين، وتم إبراز التمثال الخاص بها ضمن القطع الأثرية الفريدة بالمتحف المصري الكبير.

يظهر تمثال الملكة حتشبسوت القابع بالمتحف المصري الكبير، بـ لحية مستعارة وتاج ملكي، تأكيدا على شرعية حكمها لمصر

والملكة حتشبسوت واحدة من أعظم الشخصيات في التاريخ المصري القديم، وهي تنتمي للأسرة الثامنة عشرة، وعُرفت بكونها امرأة قوية وذكية، إذ استطاعت أن تحكم مصر كفرعون كامل السلطة في وقت كان يُعتبر العرش فيه حكرا على الرجال فقط.

وحتشبسوت هي ابنة الملك تحتمس الأول وزوجته الرئيسية الملكة أحمس المنحدرة من سلالة الملك أحمس، حيث منحها هذا الدم الملكي النقي بمكانة رفيعة في البلاط.

تدرجت حتشبسوت في الوصول للعرش بخطوات ذكية ومدروسة منها، ففي البداية تولَّت الوصاية على العرش باسم تحتمس الثالث، وبعد ذلك بدأت إبراز نفسها كـ حاكمة مشاركة، ثم أعلنت نفسها فرعوناً كاملاً لمصر.

لم تكن حيلة الزواج هي الوحيدة التي لجأت لها الملكة المصرية لاعتلاء العرش، إذ أعلنت أمام الشعب المصري أن الإله آمون رع هو من اختارها لتكون ملكة على مصر، وساعدها الكهنة في ترويج قصتها وأن آمون هو مَن أنجبها من أمها الملكة أحمس، وبذلك جعلت من نفسها «ابنة الإله».

كما حرصت حتشبسوت في إظهارها بهيئة الفرعون الرجل على النقوش بالمعابد، وهي مرتدية التاج المزدوج واللحية الملكية والرداء الذكوري، لتؤكد على قوتها ومساواتها بالملوك الرجال.

خلال سنوات حكمها، شيَّدت الملكة المصرية العديد من المعابد والمسلات التي يأتي أبرزها، معبدها الجنائزي بالدير البحري في الأقصر أحد أهم المعالم التاريخية في حضارة مصر القديمة، كما شيَّدت مسلات شاهقة في معبد الكرنك تمجّد إنجازاتها.

وبعد أكثر من 20 عامًا من الحكم المزدهر، توفيت حتشبسوت في ظروف غامضة، وأمر تحتمس الثالث بمحو اسمها وصورها من المعابد، ربما بدافع الانتقام السياسي أو الرغبة في استعادة الشرعية الذكورية للعرش، لكن رغم ذلك، خلَّد التاريخ اسمها كأول ملكة عظيمة حكمت مصر كفرعون حقيقي.

3. تماثيل الإله حورس

حورس هو ابن إيزيس وأوزوريس، الإله اللي انتصر على الشر (ست)، وكان رمز للملكية والحماية.

يضم المتحف المصري الكبير عدة تماثيل تصور الإله حورس، من أبرزها تمثال من الجرانيت الوردي يزن طناً ويعرض في المتحف، وهو يمثل الإله على هيئة صقر. كما توجد قطع أثرية أخرى تصور حورس، مثل الجزء العلوي من تمثال يمثل الإله الصقر مع الملك رمسيس الثالث، بالإضافة إلى دمج تمثال الإله حورس خلف الملك خفرع في تمثاله المصنوع من الديوريت الأخضر.

أنواع تماثيل حورس في المتحف الكبير

تمثال صقر الجرانيت الوردي: تمثال ضخم للإله حورس يزن حوالي طن، مصنوع من الجرانيت الوردي.

تمثال رمسيس الثالث مع حورس وست: الجزء العلوي من تمثال جماعي يظهر الملك رمسيس الثالث بين حورس (على يمينه) وست.

تمثال خفرع وحورس: يظهر تمثال الملك خفرع في هيئة جالسة، وخلف رأسه يظهر الإله حورس على شكل صقر يحميه، مما يمثل اتحاداً بين الملكية والسماء.

تماثيل أخرى: تظهر بعض التماثيل الإله حورس على هيئة صقر يرتدي تاجاً، مع أشكال مختلفة مثل تاج مزدوج أو قلادة حول العنق.

4. تماثيل الكاتب الجالس

من أكثر القطع المعروضة في المتحف المصري تميزاً تمثال الكاتب الجالس والذى يعد من أشهر التماثيل التى تعبر عن الحياة الثقافية وأهميتها فى مصر القديمة.

عثر عليه بسقارة ويمثل الكاتب بالهيئة الرسمية، يرجع لفترة الدولة القديمة، الأسرة الخامسة (2465-2323 ق.م) ومصنوع من الحجر الجيرى الملون، العينان من حجر البللور، الكالسيت، النحاس، الإرتفاع 51 سم ويُعرض حالياً بقاعة 42 بالدور الأرضي بالمتحف المصري بالقاهرة.

5. تماثيل الإلهة باستت (القطة)

باستت كانت إلهة الحنان والخصوبة، لكنها كمان بتحمي البيت من الأرواح الشريرة.

توجد آثار للإلهة باستت في المتحف المصري الكبير، حيث خصصت لها القاعة رقم 10، وتضم تمثيلات لها على هيئة قطة أو امرأة برأس قطة. تمثل باستت إلهة المرح والرقص والموسيقى والحماية، وقد كانت مشهورة جدًا، خاصةً بين النساء.

معروضات باستت: يمكنك العثور على تماثيل وتمائم للإلهة باستت في المتحف، إما في هيئة قطة كاملة أو بصورة امرأة برأس قطة، وذلك حسب الفترة الزمنية.

يتم عرض توازن فريد بين القوة والرقة في تمثيلات باستت، والتي تمثل توازنًا بين قوتها كحامية ورقتها كإلهة للمرح والجمال.

6. تمثال خفرع (صاحب الهرم الأوسط)

نعم، تمثال خفرع معروض في المتحف المصري الكبير، حيث تم نقله من المتحف المصري بالتحرير ضمن العديد من القطع الأثرية الأخرى. يُعرض التمثال حاليًا ضمن مقتنيات المتحف الكبير، التي تُبرز فترات الدولة القديمة وما تلاها، وهو جزء من مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي تم نقلها إلى المتحف الكبير.

التمثال مصنوع من الديوريت الأخضر، وهو حجر شديد الصلابة.

يصور الملك خفرع جالسًا على عرشه بكل ثقة.

يظهر الإله حورس (على هيئة صقر) في الخلفية، حيث يضم بجناحيه رأس الملك.

يزين جانبي العرش رمز "سما تاوي"، الذي يمثل وحدة مصر العليا والسفلى.

يُعد من أهم وأندر تماثيل العالم، ويبرز مهارة الفنان المصري القديم في نحت هذا الحجر الصلب بدقة فائقة.

وقد تم نقل تمثال خفرع إلى المتحف المصري الكبير في عام 2017، وذلك بعد عودته من معرض في اليابان.

كان ضمن الدفعة الأولى من 10 تماثيل تم نقلها إلى المتحف الكبير.

تم وضع التمثال على الدرج العظيم المخصص لملوك الدولة القديمة في المتحف.