العاهل المغربي: مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية تظل الحل الوحيد
أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية تظل الحل الوحيد والواقعي لإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، مشددًا على أن هذا المقترح يحظى اليوم بإجماع دولي متزايد وبدعم من قوى كبرى في المجتمع الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وقال الملك، في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، إن “المبادرة المغربية ليست مجرد حل سياسي، بل رؤية متكاملة تضمن لسكان الصحراء إدارة شؤونهم المحلية في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية”، مضيفًا أن “المغرب ماضٍ بثبات في ترسيخ هذا الخيار الذي تبناه مجلس الأمن واعتبره جادًا وذا مصداقية”.
المغرب ماضٍ بثبات
وثمّن الملك محمد السادس جهود الإدارة الأمريكية في دعم المسار الأممي الهادف إلى إيجاد حل نهائي ومستدام للنزاع، مؤكدًا أن “التنسيق بين الرباط وواشنطن يعكس التزامًا مشتركًا بالاستقرار الإقليمي والتنمية المشتركة في شمال إفريقيا والساحل”.
كما أشار العاهل المغربي إلى أن البلاد “تعيش مرحلة فاصلة في تاريخها”، خصوصًا بعد أن رسخت مكانتها على الساحة الأممية، موضحًا أن المغرب دخل “مرحلة حاسمة تتطلب تعزيز المكاسب الدبلوماسية والبناء على النجاحات المحققة خلال العقدين الماضيين”.
وفي سياق متصل، جدد الملك التزام المغرب بالعمل على إحياء الاتحاد المغاربي على أسس جديدة من الثقة والاحترام المتبادل وحسن الجوار، قائلاً: “نؤمن أن مستقبل منطقتنا المغاربية مرتبط بإرادتنا الجماعية في تجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر بين شعوبنا”.
قضية الصحراء
ويُذكر أن قضية الصحراء تشكّل الملف الأبرز في السياسة الخارجية المغربية منذ عقود. ويعود النزاع إلى عام 1975 بعد انسحاب إسبانيا من الإقليم، حيث تطالب جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، باستقلال المنطقة، في حين يتمسك المغرب بسيادته عليها، مقترحًا منذ عام 2007 نظام الحكم الذاتي كحل نهائي تحت السيادة المغربية.
وقد لاقت المبادرة المغربية تأييدًا واسعًا من عدد من الدول الإفريقية والعربية، إضافة إلى دعم أوروبي وأمريكي متزايد، وهو ما انعكس في قرارات مجلس الأمن الأخيرة التي تشيد بـ“جدية وواقعية المقترح المغربي”.
وختم الملك خطابه بالتأكيد على أن المغرب “سيواصل الدفاع عن وحدته الترابية بثقة ومسؤولية، وسيظل منفتحًا على كل المبادرات البناءة التي تسعى إلى تعزيز الأمن والتنمية في المنطقة المغاربية والإفريقية عمومًا”.