مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الجزائر تطلق حملة تلقيح وقائي في المدارس بعد تسجيل حالات لمرض الدفتيريا

نشر
الأمصار

تبدأ السلطات الصحية في الجزائر حملة تلقيح عاجلة للتلاميذ في المدارس والمؤسسات التعليمية، اعتباراً من يوم الأحد المقبل، مباشرة بعد عودة الطلاب من عطلة قصيرة دامت أربعة أيام، وذلك بشكل وقائي ضد بعض الأمراض، لا سيما الدفتيريا التي عادت للظهور في بعض مناطق شرق البلاد وجنوبها.

وأمرت وزارة الصحة الجزائرية كل مصالحها في الولايات، أمس الخميس، ببدء عملية تلقيح واسعة في المدارس، لحماية التلاميذ من الأمراض المعدية، وتنفيذ برنامج التطعيم في المؤسسات التعليمية، بعد تسجيل حالات لمرض الدفتيريا في بعض ولايات، وتعزيز الوقاية داخل المؤسسات التربوية حيث تم توفير جميع اللقاحات والوسائل الضرورية لإنجاح العملية. ويجري التنسيق فيها مع وزارة التربية والسلطات المحلية في البلديات والولايات.

وتتخوف السلطات الجزائرية من أن يؤدي ظهور حالات محدودة للدفتيريا في بعض المناطق إلى انتشار العدوى، ما يستدعي التحرك الاستباقي والوقائي تجنّباً لأي مضاعفات. وتأتي هذه الحملة بعد أكثر من شهر على إطلاق وزارتي الصحة والتربية أسبوع الصحة المدرسية في الفترة بين 21 و25 سبتمبر/ أيلول الماضي تحت شعار "الصحة المدرسية من أجل مستقبل صحي آمن"، تزامناً مع العودة المدرسية للتلاميذ.

وأعلنت مصالح وزارة الصحة في الجزائر، الأسبوع الماضي، عن تسجيل خمس حالات إصابة مؤكدة بداء الدفتيريا، من بينها حالتا وفاة لرجل أجنبي يبلغ من العمر 25 سنة، وطفلة تبلغ 12 سنة لم تُلقَّح ضد الداء، في ولاية سكيكدة شرقي البلاد. واستنفرت هذه الحالات المصالح الصحية المختصة لإجراء تحقيقات شملت الأشخاص المخالطين للمصابين، حيث تم إخضاعهم للعلاج الوقائي وتلقيحهم ضد الدفتيريا؛ بهدف منع انتشار العدوى وتفادي ظهور حالات جديدة.

في هذا السياق، دعت وزارة الصحة الجزائرية مصالحها المحلية في إطار جهود مواجهة خطر عودة مرض الدفتيريا، إلى إطلاق حملة توعية باستخدام وتعبئة كل الوسائط الإعلامية لتعريف المواطنين بطرق العدوى وأعراض مرض الدفتيريا ومضاعفاته، وسبل الوقاية، قصد الحد من خطر انتشاره، وتشجيع السكان على التوجه السريع إلى المرافق الصحية، عند ظهور أعراض مشتبه بها.

حملة وطنية للتلقيح في سورية، 12 اكتوبر 2025 (العربي الجديد)
صحة
سورية تطلق حملة للتلقيح تستهدف أكثر من 3 ملايين طفل

ومع عودة الطلبة الجامعيين الأجانب، لا سيما من الدول الأفريقية، اشترطت السلطات الصحية الجزائرية على الطلاب الراغبين في الدراسة بالجزائر استظهار ملف طبي يُعد داخل البلاد، يؤكد سلامتهم من أي أمراض مزمنة أو معدية، شرطاً لإتمام إجراءات التسجيل النهائي في الجامعات الجزائرية. ويتضمن الملف الطبي فحصاً سريرياً شاملاً وتحاليل مخبرية للتأكد من خلو الطالب من أمراض مثل الإيدز والملاريا والتهاب الكبد الفيروسي، بهدف التحقق من الحالة الصحية العامة للطالب، والكشف عن أي أمراض مزمنة أو معدية، والتحقق من الوضع التلقيحي لضمان سلامته وسلامة المحيط التعليمي.

ما هو مرض الدفتيريا وسبل الوقاية منه؟
والدفتيريا مرض خطير لكن الوقاية منه ممكنة، إذ ينتقل عبر الاتصال المباشر أو إفرازات الجهاز التنفسي، وتتمثل أعراضه في التهاب الحلق، والحمى وصعوبة التنفس. وتعتبر تقييمات وزارة الصحة الجزائرية أنّ ظهور حالتين مؤكدتين من الدفتيريا مرتبطتين زمانياً ومكانياً يُعد وضعاً وبائياً يتطلب استجابة فورية، ويستدعي إجراء تحقيق وبائي منتظم، حول الحالات المشتبه فيها أو تلك المؤكدة.

ووفقاً لـمنظمة الصحة العالمية، فإنّ الدفتيريا أو الخناق مرض معدٍ تسببه بكتيريا تفرز السموم، ويمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عندما يسعل الشخص المصاب بعدواه أو يعطس. وقد لا تظهر أعراض المرض على بعض الأشخاص ولكن يظل بإمكانهم نقل البكتيريا إلى الآخرين. ويُصاب البعض الآخر بمرض خفيف، رغم أن الإصابة أيضاً بمرض وخيم ومضاعفات ناجمة عنه، بل وحتى الوفاة بسببه، أمر وارد. ويمكن أن يصيب المرض أي شخص ولكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال غير الملقّحين. والتلقيح هو السبيل الأفضل للوقاية من الإصابة بمرض الدفتيريا أو نقله إلى أشخاص آخرين، علماً بأن اللقاح المضاد له مأمون ويساعد الجسم على مكافحة العدوى.