نزوح أكثر من 30 ألف شخص من شمال كردفان
 
 
أعلنت شبكة أطباء السودان أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من شمال كردفان.
وكان مراسل القاهرة الإخبارية من الخرطوم محمد إبراهيم، قال إن السودان يشهد تصعيداً جديداً في النزاع المسلح، مع شن قوات الدعم السريع هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت مدنية وخدمية، أبرزها محطة كهرباء أم دباكر ومطار كنانة في ولاية النيل الأبيض، القريبة من حدود جنوب السودان، مشيرا إلى أن طائرات مسيرة استهدفت كذلك محطة النقل النهري، إلا أن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني تصدت لغالبية الهجمات، ما قلل من حجم الأضرار.
وفي سياق متصل، أوضح إبراهيم أن الأوضاع في شمال دارفور لا تزال متوترة، خاصة في مدينة الفاشر المحاصرة من جميع الجهات من قبل قوات الدعم السريع، مضيفا أن تلك القوات تواصل قصفها المدفعي للأحياء السكنية، وكان آخرها استهداف المستشفى السعودي، وهو المرفق الطبي الوحيد الذي يقدم خدمات للمدنيين في المدينة، مؤكدا استمرار التحليق والهجمات بالطائرات المسيّرة، وسط صمود واضح للقوات المسلحة السودانية التي تسيطر على المدينة وقاعدتها العسكرية الرئيسية، وتتصدى يومياً لمحاولات التوغل.
أما في إقليم كردفان، فأشار إبراهيم إلى تقدم ملحوظ للجيش السوداني، خاصة في مدينة بارا، التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها خلال اليومين الماضيين، إلى جانب عدد من القرى المحيطة، موضحا أن الجيش يبدو وكأنه ينفذ خطة استراتيجية للضغط على الدعم السريع في مناطق نفوذه، ما قد يفسر نقل المعارك إلى ولايات مثل النيل الأبيض.

وتشهد جمهورية السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، وسط رفض متواصل من قيادة الجيش لأي مبادرات إقليمية أو دولية تهدف إلى إحلال السلام وإنهاء النزاع الدامي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وشرّد ملايين المدنيين.
ووفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة، يعيش السودان اليوم "أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم"، بعد أن تجاوز عدد القتلى المدنيين 60 ألفًا، بينما تخطّى عدد النازحين حاجز الـ13 مليون شخص، في ظل انهيار شامل للبنية التحتية وقطاعي الصحة والتعليم، وتدهور الأوضاع المعيشية إلى مستويات غير مسبوقة.
نزوح ومعاناة متفاقمة
منذ اندلاع الصراع في العاصمة الخرطوم، اضطر ملايين المواطنين إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم فرارًا من الموت، ليجدوا أنفسهم في مواجهة أوضاع مأساوية في مراكز الإيواء المنتشرة داخل وخارج مناطق النزاع.
ففي مدن مثل سنجة وسنار والهلالية بوسط السودان، يعاني النازحون من نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والدواء، مع تفشي الأمراض والأوبئة التي حصدت أرواح الآلاف.
وتشير منظمات الإغاثة إلى أن البلاد تواجه انتشارًا متسارعًا لأمراض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، إلى جانب سوء تغذية حاد بين الأطفال، في وقت يشهد النظام الصحي شبه انهيار كامل.
ويؤكد ناشطون أن السلطات الخاضعة للجيش السوداني انشغلت بخطاب التعبئة العسكرية بدلًا من مواجهة الانهيار الإنساني، ما زاد من معاناة المدنيين وتفاقم الكارثة.
تضييق وقمع للمتطوعين
في الوقت الذي يسعى فيه متطوعون سودانيون إلى تقديم المساعدات عبر مراكز الإطعام الشعبية المعروفة باسم "التكايا"، تتعرض هذه المبادرات المدنية لحملات ملاحقة واعتقال من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للجيش.
فبحسب مصادر حقوقية، تقوم "الخلايا الأمنية" التابعة للجيش والاستخبارات وكتائب التنظيم الإخواني المتحالفة معه، باعتقال ناشطين بحجة "التخابر" أو "التعاون مع قوات الدعم السريع".
 
                 
    
 
    
 
    
 
                            
                            
                            
                            
                            
                            
                            
                            
    
