نتنياهو يبحث مع قادة أمريكيين تنفيذ هدنة غزة في كريات جات
أجرى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، زيارة ميدانية إلى مقر مركز التنسيق المدني-العسكري في مدينة كريات جات جنوب إسرائيل، وهو المقر الذي تتواجد فيه القوة متعددة الجنسيات المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا عقب تسجيل خروقات متكررة للتهدئة خلال الأيام الأخيرة، ما أثار مخاوف من انهيار الاتفاق الهش الذي تم التوصل إليه بوساطة عربية ودولية.
وخلال زيارته، التقى نتنياهو كلًا من الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، والجنرال باتريك فرانك، قائد الجيش الأميركي المركزي، حيث بحث معهم آليات تطبيق الهدنة ومراقبة الالتزام ببنودها، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق العملياتي والاستخباراتي بين الجيش الإسرائيلي والقوات الدولية الموجودة في محيط القطاع. كما ناقش الجانبان الخطوات اللازمة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة ومنع الفصائل المسلحة من استغلالها لأغراض عسكرية.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الزيارة تهدف إلى طمأنة الحلفاء الأمريكيين والدوليين بشأن التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا داخلية من المعارضة واليمين المتشدد المطالب باستئناف العمليات العسكرية في غزة بحجة الرد على ما يصفونه بـ"الخروقات المستمرة من جانب الفصائل الفلسطينية".
كما نقلت المصادر أن نتنياهو تلقى خلال الزيارة تقريرًا ميدانيًا مفصلًا من ضباط الجيش الإسرائيلي حول أوضاع الميدان في القطاع، ومستوى الالتزام بالهدنة من كلا الجانبين، إضافة إلى تقييم شامل للوضع الإنساني والأمني. وقد شدد نتنياهو، بحسب التقارير، على أن إسرائيل "لن تتسامح مع أي خروقات كبيرة للاتفاق، وسترد بقوة إذا اقتضى الأمر"، لكنه أكد في الوقت ذاته على أهمية "التنسيق مع الحلفاء لضمان استقرار المنطقة ومنع توسع دائرة التصعيد".
وتتزامن هذه التحركات مع جهود دبلوماسية مكثفة يقودها الوسطاء المصريون والقطريون بالتعاون مع الولايات المتحدة، بهدف الحفاظ على الهدوء وإعادة إطلاق مسار المفاوضات الإنسانية المتعلق بملف الأسرى والمساعدات. فيما حذر مراقبون من أن استمرار التوترات الميدانية قد يقوّض الهدنة الهشة ويعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر.
ويُعد مركز كريات جات من أهم نقاط المراقبة العسكرية في جنوب إسرائيل، حيث يتم من خلاله إدارة التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والقوات الدولية، ومتابعة حركة المعابر ومرور المساعدات، بالإضافة إلى مراقبة أي نشاط عسكري في محيط القطاع. وتولي الحكومة الإسرائيلية أهمية كبيرة لهذا المركز باعتباره أحد مفاتيح الاستقرار الميداني وأداة رئيسية لرصد التطورات على الأرض في غزة.
بهذه الزيارة، يسعى نتنياهو إلى إرسال رسالة سياسية وأمنية مزدوجة؛ الأولى موجهة إلى الداخل الإسرائيلي مفادها أن حكومته تتابع عن كثب تطورات الهدنة ولن تسمح بإضعاف الردع الإسرائيلي، والثانية إلى المجتمع الدولي تؤكد أن إسرائيل تتعاون بشكل جدي مع الجهود الأمريكية والدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار ومنع عودة العنف.
