رئيس حكومة دارفور يدعو المنظمات للتدخل العاجل بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر
دعا الهادي إدريس، رئيس حكومة إقليم دارفور في السودان، المنظمات الإنسانية والدولية إلى التدخل العاجل في مدينة الفاشر والمناطق المجاورة، في ظل التدهور الخطير الذي تشهده الأوضاع الإنسانية والأمنية نتيجة استمرار القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال إدريس، في بيان رسمي، إن حكومة الإقليم «تؤكد التزامها الكامل بحماية المدنيين وضمان أمنهم وسلامتهم»، مشددًا على أن ما تشهده مدينة الفاشر من تدهور إنساني يتطلب استجابة عاجلة من المنظمات المعنية.
وأوضح رئيس حكومة دارفور أن سلطات الإقليم تعمل بتنسيق مباشر مع الإدارات الأهلية والقوات النظامية والشرطة الفيدرالية من أجل تعزيز الأمن ومنع أي تجاوزات أو انتهاكات ضد المدنيين وممتلكاتهم، مؤكدًا أن الحكومة لن تتوانى في أداء واجبها الوطني والإنساني لحماية أرواح المواطنين وصون كرامتهم.
وأشار إدريس إلى أن الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر تتدهور بوتيرة متسارعة بسبب القيود المفروضة على حركة الإغاثة واستمرار العمليات العسكرية، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمياه الصالحة للشرب، وسط معاناة كبيرة يعيشها السكان المحليون.

وناشد رئيس حكومة الإقليم المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية العاملة في المجال الإنساني الإسراع بتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين داخل الفاشر والمناطق القريبة منها، مؤكدًا استعداد حكومته لتقديم كافة التسهيلات التي تضمن وصول المساعدات الإنسانية بسلام وتوفير الحماية للعاملين في هذا المجال.
كما شدد إدريس على ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية والطبية في الإقليم، داعيًا المنظمات إلى «أداء واجباتها دون أي عوائق أو عراقيل»، مؤكداً أن حماية المدنيين وإغاثة المحتاجين تمثل أولوية قصوى لا تقبل المساومة بالنسبة لحكومة دارفور.
وجدد رئيس الحكومة التزام الإقليم بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين من أجل استعادة الأمن والاستقرار وتحقيق السلام الدائم في دارفور، داعيًا إلى تنسيق الجهود لتخفيف معاناة المواطنين التي تفاقمت نتيجة الصراع المستمر.
ويأتي بيان رئيس حكومة دارفور عقب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تُعد آخر مركز رئيسي لقوات الجيش السوداني في الإقليم. وتكتسب الفاشر أهمية استراتيجية كبيرة لكونها العاصمة التاريخية لدارفور، فضلًا عن موقعها الجغرافي القريب من شمال السودان، ما يجعلها نقطة محورية في أي جهود مستقبلية لاستعادة السيطرة على بقية مناطق الإقليم.