الذهب يهبط دون 4 آلاف دولار وسط موجة تصحيح عالمية حادة

شهدت أسواق المعادن العالمية تراجعاً حاداً في أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الإثنين، حيث هبطت الأونصة الفورية إلى ما دون مستوى 4 آلاف دولار للمرة الأولى منذ عدة أسابيع، وسط موجة تصحيح قوية اعتبرها المحللون الأكبر منذ أكثر من عقد.

وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 3% ليسجل نحو 3990 دولاراً للأونصة، في حين تراجع عقد الذهب في بورصة كومكس الأمريكية إلى حوالي 4017 دولاراً بانخفاض يقارب 2.9%. ويأتي هذا الهبوط بعد الارتفاع القياسي الذي سجله المعدن النفيس خلال الأشهر الماضية، مدفوعاً برهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتراجع قيمة الدولار.

وبحسب تقرير وكالة بلومبرغ الأمريكية، فإن الانخفاض الحالي يعود إلى تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، في ظل تقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم والاتجاه نحو جني الأرباح بعد موجة ارتفاع طويلة.

ورغم موجة البيع المكثفة، لا يزال الذهب مرتفعاً بأكثر من 50% منذ بداية العام، مستفيداً من توقعات بتخفيف السياسة النقدية الأمريكية، وتزايد المخاوف العالمية من تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع مستويات الديون الحكومية.

ويرى محللون أن الهبوط الأخير يمثل حركة تصحيح طبيعية بعد الارتفاع الحاد الذي دفع الأسعار إلى مستويات تشبع شرائي، مشيرين إلى أن الذهب ما زال يحتفظ بجاذبيته الاستثمارية على المدى المتوسط، خاصة مع بقاء التضخم أعلى من المستهدفات في الاقتصادات الكبرى.

وفي الوقت ذاته، تراجعت أسعار المعادن الثمينة الأخرى، إذ انخفض البلاتين بنسبة 1.1% إلى 1583 دولاراً للأونصة، بينما هبط البلاديوم بنحو 0.9% إلى 1409 دولارات، وتراجعت الفضة بنسبة 3.7% لتسجل 46.7 دولاراً للأونصة.

ويرجح خبراء الأسواق أن تظل أسعار الذهب عرضة لتقلبات حادة خلال الأسابيع المقبلة، مع ترقب المستثمرين لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب، والذي قد يحدد المسار القادم للفائدة والدولار، وبالتالي اتجاهات أسواق المعادن الثمينة عالميًا.