ما الذي يُبقي "كيان السعودية" في دائرة الخسارة المتواصلة
تواصل شركة كيان السعودية للبتروكيماويات، إحدى الشركات التابعة لمجموعة سابك السعودية بنسبة 35%، تسجيل خسائر مالية متتالية، لتدخل الربع الثالث عشر على التوالي في دائرة العجز، رغم بعض المؤشرات التشغيلية الإيجابية والتحسن الجزئي في كميات الإنتاج.
وسجلت الشركة خسائر صافية بلغت 336.2 مليون ريال سعودي خلال الربع الثالث من عام 2025، بزيادة قدرها 13.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل الخسائر المتراكمة إلى 5.8 مليار ريال، أي ما يعادل نحو 38.9% من رأس المال البالغ 15 مليار ريال تقريباً.
ورغم تلقي الشركة تعويضاً تأمينياً بقيمة 106 ملايين ريال عن حادث سابق في أحد مصانعها، إلا أن ذلك لم يكن كافياً للتأثير الإيجابي على نتائجها المالية، في ظل استمرار الضغوط الناتجة عن تراجع متوسط أسعار البيع العالمية وتباطؤ الطلب على المنتجات البتروكيماوية في الأسواق الرئيسة.

وقال المحلل المالي السعودي محمد الميموني، في تصريحات لقناة الشرق، إن نتائج كيان جاءت دون التوقعات، موضحاً أن زيادة الكميات المنتجة لم تنعكس على الأرباح بسبب انخفاض الأسعار وتراجع الهوامش التشغيلية. وأضاف أن الشركة ما زالت تعاني من تحديات هيكلية، تشمل ارتفاع التكاليف وتذبذب أسعار المواد الخام والطاقة.
وأشار الميموني إلى أن استمرار الخسائر رغم حصول الشركة على التعويض التأميني يؤكد "عمق الأزمة التشغيلية"، داعياً إلى تدخل استثماري عاجل أو خطة إنقاذ مالية تضمن استدامة أعمال الشركة وتجنب المزيد من التآكل في رأس المال.
وفي سياق متصل، أوضح الميموني أن قطاع البتروكيماويات السعودي يشهد تبايناً واضحاً في النتائج المالية، إذ أظهرت شركات مثل سابك للمغذيات الزراعية أداءً أفضل بفضل ارتفاع أسعار الأسمدة واليوريا، بينما لا تزال باقي الشركات، ومنها كيان، تحت ضغط انخفاض الأسعار العالمية وضعف الطلب الخارجي رغم بوادر التحسن من أسواق الصين والهند.
واختتم المحلل المالي بالقول إن أسهم شركات البتروكيماويات وصلت إلى مستويات متدنية تاريخياً، مشيراً إلى أن سهم سابك بدأ يُظهر إشارات انعطاف إيجابية قد تمهّد لمرحلة استقرار تدريجية في السوق البتروكيماوي السعودي خلال العام المقبل، في حال تحسن أسعار النفط والمنتجات الكيميائية.