مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ورقة أمريكية لتهدئة الصراع في السودان بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر

نشر
الأمصار

كشفت تقارير إخبارية دولية، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة الأمريكية قدّمت ورقة مقترح تهدف إلى تطبيق هدنة إنسانية في السودان لمدة ثلاثة أشهر، في محاولة جديدة لاحتواء الصراع الدامي الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام ونصف.

ونقلت التقارير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن المقترح الجديد لاقى ترحيبًا مبدئيًا من طرفي الصراع، وسط ضغوط دولية متزايدة لإنهاء العمليات العسكرية وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، لا سيما في إقليم دارفور الذي يشهد تدهورًا حادًا في الأوضاع الأمنية والإنسانية.

ويهدف المقترح الأمريكي إلى وقف شامل لإطلاق النار لمدة 90 يومًا، يُسمح خلالها للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين المتضررين وتقديم الإغاثة العاجلة، مع وضع آلية مراقبة دولية لضمان الالتزام بالاتفاق، وذلك في إطار تحركات دبلوماسية تقودها واشنطن بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد).

وفي سياق متصل، دعت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الإثنين، قوات الدعم السريع إلى الامتناع عن أي تصعيد عسكري جديد في مدينة الفاشر الواقعة بغرب السودان، مشددة على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.

وطالبت برلين الميليشيات بعدم تكرار ما وصفته بـ«الفظائع» التي شهدتها مدينتا الجنينة ومخيم زمزم في الفترات الماضية، محذّرة من أن أي تصعيد إضافي سيؤدي إلى مفاقمة المعاناة الإنسانية وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وتشهد مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور تصعيدًا خطيرًا منذ ساعات الصباح الأولى، مع تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع، حيث تتركز المعارك في المحور الغربي للمدينة. وأعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مواقع تابعة للفرقة السادسة مشاة، ما أدى إلى اتساع نطاق القتال ووقوع عمليات اعتقال عشوائية بحق المدنيين.

وبحسب مصادر ميدانية، تعيش المدينة حصارًا خانقًا منذ أكثر من 19 شهرًا، وسط موجة نزوح متزايدة وعمليات نهب واقتحامات للمنازل والممتلكات. كما وصفت منظمات إنسانية الوضع في الفاشر بأنه كارثي بكل المقاييس، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وانقطاع الإمدادات الأساسية.

وتعرض مستشفى الفاشر يوم أمس لقصف مباشر أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتوقف جزئي لعمل الطواقم الطبية، بينما لا يزال مئات المدنيين عالقين داخل مناطق الاشتباك دون إمكانية للوصول إلى ممرات إنسانية آمنة، رغم المناشدات المحلية والدولية العاجلة بضرورة توفير ممر إنساني فوري لإنقاذ الأرواح.

ويُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل واشنطن وشركائها في المنطقة، لإقناع طرفي الصراع بالموافقة رسميًا على الهدنة، في خطوة يأمل المجتمع الدولي أن تُمهّد الطريق نحو مفاوضات سياسية شاملة تضع حدًا للنزاع المستمر في السودان.