«ترامب» في ماليزيا.. مدرعات وحراسة مُشددة للزيارة المُرتقبة
في لحظاتٍ تتصاعد فيها التوترات على الساحة الدولية، تستعد «ماليزيا» لاستقبال الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» في زيارة تكتسب أهمية كبيرة على المستويين السياسي والاقتصادي. مع دخول العد العكسي للزيارة، تكتظ شوارع العاصمة الماليزية «كوالالمبور» بحضور المدرعات وقوات الأمن، بينما تُحاط الأماكن الحيوية بحراسة مُشددة استعدادًا لهذا الحدث الهام.
أجواء من الترقُّب حول زيارة ترامب
الرئيس «ترامب»، الذي تُثير خطواته السياسية جدلًا في كل مكان، يُواجه استقبالًا غير تقليدي في واحدة من أبرز محطات جولاته الخارجية، حيث تتزايد الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق لضمان سلامته وسط أجواء من الترقُّب العالمي. في هذا المشهد، لا تقتصر الاستعدادات على حماية شخص الرئيس الأمريكي فقط، بل تشمل حماية استقرار العلاقات الدولية التي قد تشهد تحوّلات غير متوقعة عقب هذه الزيارة.
وسيصل الرئيس الأمريكي إلى «ماليزيا» في زيارة عمل اليوم الأحد الساعة 10:00 صباحًا. ومن المتوقع أن يُشارك في قمة «دول الآسيان» كضيف شرف.
برنامج ترامب يشمل مفاوضات استراتيجية
ويشمل برنامج دونالد ترامب مراقبة توقيع الاتفاقيات بين «تايلاند وكمبوديا»، ومفاوضات مع رئيس وزراء ماليزيا «أنور إبراهيم»، وتوقيع اتفاقية تجارية.
جميع الطرق حول فندق «ريتز كارلتون كوالالمبور»، حيث سيُقيم ترامب، كانت مُغلقة. وقد نُشرت قافلة من الشرطة المسلحة والمدرعات حول الفندق. كما توجد سيارات إسعاف في المكان.
وبدأت فعاليات قمة دول «آسيان» في كوالالمبور في (23) أكتوبر الجاري، بينما سينعقد البرنامج الرئيسي في الفترة من (26) إلى (28) أكتوبر.
ترامب يبدأ جولة تجارية في آسيا
وصل الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، إلى ماليزيا، اليوم الأحد، المحطة الأولى من جولته الآسيوية التي ستشمل محادثات تجارية هامة مع نظيره الصيني، «شي جين بينغ».
من المقرر أن يلتقي ترامب بشي في «كوريا الجنوبية» في اليوم الأخير من جولته الإقليمية، سعيًا لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب التجارية المتوترة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وعند مغادرته واشنطن، زاد «ترامب» من التكهنات بإمكانية لقائه الزعيم الكوري الشمالي، «كيم جونغ أون» لأول مرة منذ عام 2019 أثناء وجوده في شبه الجزيرة الكورية، قائلاً إنه «مُنفتح على ذلك».
اليابان
كما سيزور الرئيس الأمريكي «اليابان» في أول رحلة له إلى آسيا منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، وسط جولة حافلة بالرسوم الجمركية والصفقات الدولية. صرّح «ترامب» للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية بأنه يأمل في التوصل إلى «اتفاق شامل» مع شي، مُضيفًا أنه «يتوقع أن تتوصل الصين إلى اتفاق لتجنب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة (100%)»، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من نوفمبر.
قمة آسيان
في ماليزيا، من المقرر أن يحضر «ترامب»، اليوم الأحد، قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وهو اجتماع غاب عنه عدة مرات خلال ولايته الأولى.
كما أنه من المقرر أن يُوقّع «اتفاقية تجارية» مع ماليزيا، وسيشهد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا.
وقال «ترامب» على مواقع التواصل الاجتماعي، مُتحدثًا عن الهدنة التي ساعد في التوسط فيها بعد أعنف الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا منذ عقود: «سنُوقّع اتفاقية السلام فور وصولنا».
وأضاف الرئيس الأمريكي، أنه يتوقع لقاء نظيره البرازيلي، «لويس إيناسيو لولا دا سيلفا» على هامش قمة آسيان لتحسين العلاقات مع الزعيم اليساري بعد أشهر من الخلافات. خلال توقفه للتزود بالوقود في قطر في طريقه من واشنطن، التقى «ترامب» بقادة الإمارة الخليجية، وهي من بين الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي قاده الرئيس ترامب.
محادثات الرسوم الجمركية
بعد ماليزيا، من المتوقع أن يصل ترامب إلى «طوكيو»، يوم الإثنين، حيث سيلتقي في اليوم التالي برئيسة الوزراء اليابانية الجديدة «سناء تاكايتشي».
قال الرئيس الأمريكي إنه سمع «أخبارًا رائعة عنها»، وأشاد بكونها من أتباع رئيس الوزراء السابق الذي اغتيل «شينزو آبي»، الذي كانت تربطه به علاقات وثيقة.
وأفادت «تاكايتشي»، بأنها أخبرت «ترامب» في مكالمة هاتفية، يوم السبت، إن «تعزيز التحالف الياباني الأمريكي هو أولوية إدارتي القصوى على الصعيدين الدبلوماسي والأمني».
ونجت «اليابان» من أسوأ الرسوم الجمركية التي فرضها «ترامب» على دول حول العالم لإنهاء ما وصفه بتوازنات تجارية غير عادلة «تستنزف الولايات المتحدة».
المحطة الأبرز
من المتوقع أن تكون «كوريا الجنوبية» المحطة الأبرز في هذه الرحلة، حيث سيلتقي ترامب بالرئيس الصيني «شي» لأول مرة منذ عودته إلى منصبه.
ومن المقرر أن يصل «ترامب» إلى مدينة بوسان الساحلية الجنوبية، يوم الأربعاء، قبل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، وسيلتقي بالرئيس الكوري الجنوبي «لي جاي ميونغ».
الاجتماع مع شي
يوم الخميس، ستُراقب الأسواق العالمية عن كثب لمعرفة ما إذا كان الاجتماع مع «شي» سيُوقف الحرب التجارية التي أشعلتها «رسوم ترامب الجمركية» الشاملة، خاصة بعد الخلاف الأخير حول قيود بكين على المعادن النادرة.
وهدد «ترامب» في البداية بإلغاء الاجتماع وأعلن عن رسوم جمركية جديدة بنسبة (100%) خلال ذلك الخلاف، قبل أن يُؤكّد أنه سيمضي قُدمًا في النهاية.
وصرّح وزير إعادة التوحيد الكوري الجنوبي بوجود فرصة «كبيرة» للقاء ترامب وزعيم كوريا الشمالية «كيم» أيضًا.
التقى الزعيمان آخر مرة في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين خلال ولاية ترامب الأولى. وقال كيم إنه سيكون «مُنفتحًا» أيضًا على لقاء الرئيس الأمريكي إذا «تخلت واشنطن عن مطلبها بأن تتخلى بيونغ يانغ عن ترسانتها النووية».
زيارة ترامب تُعزز العلاقات
وتبقى زيارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، إلى ماليزيا حدثًا محوريًا سيترتب عليه تداعيات كبيرة على العلاقات بين البلدين، وعلى الساحة السياسية الدولية ككل. مع الإجراءات الأمنية المُشددة والمدرعات التي تُحيط بكل زاوية، يُبرز هذا الحدث كدليل على أهمية الدور الذي تلعبه «ماليزيا» في المشهد الجيوسياسي، وكذلك على حجم التحديات التي تُواكب الزيارات الرئاسية في عصرنا الحالي. ومع احتدام التكهنات حول نتائج هذه الزيارة، يبقى أن نترقب ما ستحمله الأيام القادمة من تحوّلات في مسار العلاقات الثنائية وأثرها على الأمن والاستقرار في المنطقة. ما سيكون أكيدًا هو أن هذه الزيارة لن تمر دون أن تترك بصمتها في سجل التاريخ السياسي.