تضارب حول السيطرة على بارا القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر
تشهد جمهورية السودان تصاعداً جديداً في حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تضارب في الأنباء حول الجهة التي تسيطر حالياً على مدينة بارا الواقعة في ولاية شمال كردفان غربي البلاد.
وأعلن الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، عبر منشور على صفحته في موقع "فيسبوك"، أن قواته تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة بارا، في وقت أكدت فيه مصادر تابعة للجيش السوداني أن القوات الحكومية نجحت في صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على المدينة خلال الساعات الماضية.
ونقلت شبكة الجزيرة مباشر عن مصادر ميدانية قولها إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين في محاور عدة داخل مدينة بارا، حيث استخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة والمدفعية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، دون صدور حصيلة رسمية حتى الآن من أي طرف.

وفي الوقت ذاته، أفادت مصادر محلية في شمال دارفور بتجدد المواجهات في مدينة الفاشر، عاصمة الولاية، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تركزت الاشتباكات في المحاور الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية من المدينة. وأكدت المصادر أن المعارك شهدت استخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، في تصعيد ميداني جديد يهدد بامتداد رقعة القتال إلى مناطق مدنية مأهولة.
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من الهدوء النسبي الذي شهدته بعض ولايات السودان، ما أثار آمالاً بشأن إمكانية استئناف الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار واستئناف الحوار بين طرفي النزاع. غير أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الأزمة لا تزال بعيدة عن الحل، مع استمرار المعارك وتبادل السيطرة على المدن الاستراتيجية في غرب وشمال البلاد.
ويُذكر أن الحرب الدائرة في السودان اندلعت في أبريل 2023 بين القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي". وخلفت الحرب، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 12 مليون نازح ولاجئ داخل السودان وخارجه، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حالياً.
كما اتهمت منظمات دولية الطرفين بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، تشمل قصف المناطق المدنية ونهب المساعدات الإنسانية وارتكاب أعمال عنف واسعة ضد المدنيين، فيما تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية دعواتها لوقف إطلاق النار الفوري وإطلاق عملية سياسية شاملة تنهي الصراع وتعيد الاستقرار إلى السودان.