السعودية وأستراليا تستعدان لتوسيع التعاون ضمن منتدى "Saudi-ANZUK"

ينطلق اليوم في السعودية منتدى Saudi-ANZUK لبحث فرص التجارة والاستثمار وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات التعدين والتمويل، بمشاركة وفود من نيوزيلندا والمملكة المتحدة، في إطار مساعي الدول الأربع إلى تنويع قنواتها التجارية وسط التوترات المتعلقة بالرسوم الجمركية العالمية.
منتدى Saudi-ANZUK لبحث فرص التجارة والاستثمار
ويهدف المنتدى، الذي يستمر يومين، إلى تعميق التعاون الاقتصادي بين السعودية وأستراليا، وذلك بعد فوز شركة "Hancock Prospecting" الأسترالية، بالشراكة مع شركة معادن السعودية، بحقوق التنقيب المشترك عن المعادن في المملكة.
كما كانت شركة "ماكواري لإدارة الأصول" الأسترالية قد وقعت مؤخرا اتفاقاً مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لاستكشاف فرص استثمارية وافتتاح مكتب لها في الرياض، في خطوة تُعد من أبرز مؤشرات توسع المؤسسات المالية الأسترالية في السوق السعودية.
يقود صندوق الاستثمارات العامة السعودي تحولاً صناعياً عميقاً يرسم ملامح مرحلة جديدة من النهضة الصناعية والتنويع الاقتصادي في المملكة، من خلال استثمارات استراتيجية مكثفة في قطاع التعدين لتأمين سلاسل الإمداد الحيوية وتعزيز استقلالية الاقتصاد الوطني بعيداً عن النفط. فبفضل هذا التوجه، تضاعف عدد المنشآت الصناعية في أقل من عقد، مدفوعاً بجهود برنامج "ندلب" ضمن رؤية السعودية 2030.
ويتجه الصندوق بخطى ثابتة نحو ترسيخ قطاع التعدين كركيزة ثالثة للاقتصاد وتمكين صناعات المستقبل كصناعة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، عبر شركات وطنية رائدة مثل "معادن" التي تمثل الذراع التنفيذية لتطلعات المملكة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والموارد المستدامة.
وقد دعت غرفة الرياض مشتركيها والمهتمين إلى التسجيل عبر الرابط الإلكتروني المخصص للمشاركة، مؤكدة أن المنتدى يمثل فرصة استراتيجية لبناء جسور جديدة من التعاون التجاري والاقتصادي بين المملكة وشركائها الدوليين في نصف الكرة الجنوبي.
يعكس منتدى SAUDI ANZUK مرحلة جديدة من الدبلوماسية الاقتصادية السعودية التي تجمع بين الانفتاح الدولي والاستثمار في العلاقات متعددة الأقطاب.
فالسعودية اليوم لم تعد تكتفي بكونها شريكًا اقتصاديًا في الشرق الأوسط، بل أصبحت حلقة وصل استراتيجية بين الشمال والجنوب، تربط آسيا بأوروبا وأوقيانوسيا عبر شبكة من الاتفاقيات والتحالفات التجارية المتوازنة.
ويمثل المنتدى نموذجًا عمليًا لتطبيق رؤية 2030 في بعدها الدولي، إذ يُترجم مبدأ “تنويع الشراكات” إلى فرص استثمارية حقيقية في مجالات الطاقة، والابتكار، والبنية التحتية، والتعليم، والتقنيات الحديثة.
كما يُظهر المنتدى أن الرياض باتت مركز الحوار الاقتصادي العالمي الجديد، حيث تلتقي الأفكار والمشروعات والاستراتيجيات في بيئة شفافة تشجع النمو المتبادل والمنافسة العادلة.
وبينما تسعى أستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة إلى توسيع حضورها في الأسواق الآسيوية والعربية، تواصل المملكة قيادة التحول في المنطقة نحو اقتصاد أكثر توازنًا واستدامة، قائم على التكامل لا التبعية — وهو جوهر الرسالة التي يحملها المنتدى للعالم.