ترامب يُعيّن «رجل القنّب» مبعوثًا خاصًا للعراق.. مَن هو مارك سافايا؟

بين ريادة صناعة «القنّب» والمهام الدبلوماسية الحساسة، يقف «مارك سافايا» اليوم في قلب القرار الأمريكي، بعد تعيينه مبعوثًا خاصًا للعراق بقرار من الرئيس «ترامب». شخصية غير مألوفة على الساحة السياسية، تحمل خلفيات غامضة وأسئلة كثيرة حول مستقبل مُهمته في بلد تعصف به الصراعات.
سافايا مبعوث ترامب للعراق
وفي التفاصيل، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عن تعيينه رجل الأعمال الأمريكي من أصل عراقي، «مارك سافايا»، مبعوثًا خاصًا لجمهورية العراق، ما دفع باسمه إلى صدارة المشهد السياسي الداخلي والدولي، مُرجعًا القرار إلى خبرته وارتباطاته في المنطقة العربية.
ويُعرف «مارك سافايا» بأنه رجل أعمال أمريكي بارز ورائد في صناعة «القنّب» بولاية ميشيجان، يبلغ من العمر (40) عامًا، والرئيس التنفيذي لشركة «ليف آند بد»، إحدى أسرع شركات القنّب نموًا في الولاية، وهو مولود لعائلة عراقية كلدانية هاجرت من العراق في تسعينيات القرن الماضي.
محطات حياته
استقرت عائلته في منطقة ديترويت بولاية ميشيجان، التي تحتضن أكبر جالية كلدانية خارج العراق، وينتمي إلى الطائفة الكلدانية الكاثوليكية، حيث نشأ في بيئة معروفة بنجاحها في قطاعات التجارة والتجزئة، مما دفعه منذ صغره للميل نحو التجارة والأعمال الحرة التي كانت سببًا في شُهرته.
قبل دخوله صناعة «القنّب»، أمضى سنوات في إدارة وتملك العديد من المتاجر الصغيرة ومحطات الوقود، ثم بدأ مشواره المهني بالدخول إلى صناعة القنّب في ميشيجان، من خلال بوابة برنامج مقدّمي الرعاية الطبي الأمريكي، الذي يسمح بزراعة كميات محدودة منه للمرضى، ومع تشريع الاستخدام الترفيهي في الولاية عام 2018، أسس شركته التي سرعان ما أصبحت لاعبًا رئيسيًا في السوق.
شُهرة واسعة
استثمر سافايا عشرات الملايين من الدولارات في بناء وتجهيز منشآت زراعة ومعالجة على أحدث طراز، بما في ذلك مجمّع ضخم في ديترويت وآخر في سنتر لاين، ما أدى إلى خلق مئات الوظائف والمساهمة في الإيرادات الضريبية للمدن التي تعمل فيها شركته.
تُسيطر شركته على سلسلة الإنتاج بأكملها، من زراعة البذور إلى معالجة النباتات وصولًا إلى بيع المنتج النهائي للمستهلك في جميع أنحاء الولاية، حيث يستطيع الآن إنتاج أكثر من (50) سلالة مختلفة داخل المنزل باستخدام الزراعة العضوية في التربة، لتلبية طلبات المستهلكين.
علاقة وثيقة مع ترامب
بنى «سافايا» علاقته بالرئيس الأمريكي من خلال اشتراكه في نادي «مار-آ-لاجو» الخاص بترامب في فلوريدا، حيث بنى علاقة «وثيقة» ومباشرة معه، ووُصف بأنه «مؤيد قوي» له وداعم لحملاته الانتخابية، وتُوّجت هذه العلاقة بإعلان «ترامب» في (19 أكتوبر 2025) تعيين مارك سافايا «مبعوثًا خاصًا لجمهورية العراق».
وبرّر «ترامب» هذا الاختيار بالدور الفعّال الذي لعبه «سافايا» في حملته بولاية ميشيجان، وقدرته على حشد أصوات قياسية من الناخبين من أصول شرق أوسطية، بما في ذلك الكلدان، وشدّد على ما يتمتع به مارك من فهم عميق للعلاقة بين «العراق والولايات المتحدة» وارتباطاته في المنطقة، التي ستُساعد في تعزيز مصالح الشعب الأمريكي.
تحدي سافايا في العراق
ويبقى السؤال الأبرز: هل سيُحدث «مارك سافايا»، برحلته غير التقليدية من عالم القنّب إلى السياسة، تحولًا ملموسًا في «ملف العراق»؟ الأيام المُقبلة فقط كفيلة بالإجابة على هذا التحدي الجديد الذي وضعه «ترامب» أمامه.