مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بين النفي والتصعيد.. رفح تُعيد إسرائيل وحماس إلى مربع التوتر

نشر
الأمصار

أثارت الاشتباكات التي شهدتها مدينة رفح جنوبي قطاع غزة أمس الأحد، موجة من القلق والتحذيرات من أن تتحول إلى ذريعة جديدة لإسرائيل لاستئناف الحرب على القطاع، في وقت تتكثف فيه الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وصفه مراقبون بـ"الهش".

 

الاشتباكات، التي لم تتضح ملابساتها بعد، أعادت إلى الواجهة النقاش حول دور حركة حماس ومسؤوليتها المحتملة، رغم نفيها القاطع لأي علاقة لها بما جرى. وقال مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام "فيميد"، إبراهيم المدهون، في حديثه لبرنامج "رادار" على قناة "سكاي نيوز عربية"، إن "الرواية الإسرائيلية غامضة ومغلوطة، وحماس أكدت ببيانات رسمية عدم علاقتها بالأحداث في رفح"، مضيفاً أن أولويات الحركة "تركز على إغاثة الشعب الفلسطيني وترتيب الأوضاع الداخلية بعد شهور الحرب القاسية".

 

وأشار المدهون إلى أن إسرائيل "تسعى لاستغلال أي خرق لتعطيل المسار السياسي القائم، ولذلك يجب الحرص على عدم منحها الذريعة للعودة إلى التصعيد"، مؤكداً أن "استدامة وقف إطلاق النار تعتمد على ضبط النفس والتمسك بالمسار السياسي".

 

في المقابل، اعتبر إياد أبو زنيت، المتحدث باسم حركة فتح، أن "تكرار مثل هذه الحوادث يمنح تل أبيب المبرر الكافي لاستئناف الحرب"، مشيراً إلى أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية تعتمد على الحرب لتجديد شرعيتها السياسية"، حسب تعبيره. وأضاف: "نتنياهو إذا امتلك الوقت الكافي سيعود مجدداً إلى خيار الحرب، لأنها بالنسبة له وسيلة بقاء سياسي".

 

كما حذر أبو زنيت من أن بعض ممارسات حماس، مثل الإعدامات الميدانية الأخيرة، قد تضعها في موضع انتقاد دولي وتمنح إسرائيل غطاء إضافياً لتبرير أي تصعيد، قائلاً: "بهذا الشكل، قد تقع حماس في الفخ الإسرائيلي والحقوقي معاً".

 

ويرى المدهون أن التصعيد الإسرائيلي الأخير "قد يكون خطوة استباقية لخلق وقائع جديدة على الأرض قبل زيارة وفد أميركي رفيع للمنطقة"، مضيفاً أن إسرائيل "تحاول إشغال الساحة الفلسطينية بجدليات داخلية، وربما تستهدف شخصيات لم تتمكن من اغتيالها خلال الحرب الماضية".

 

وأعاد الحادث الجدل الداخلي حول سلاح حماس، إذ دعا أبو زنيت إلى "تسليم السلاح كوديعة لجهة فلسطينية أو فلسطينية–مصرية، إذا كان يشكل ذريعة لاستمرار الفصل بين غزة والضفة"، بينما رفض المدهون هذا الطرح، مؤكداً أن "الأولوية الآن هي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وفتح معبر رفح، أما مسألة السلاح فتحتاج إلى حوار وطني شامل".

 

في ظل هذه التباينات، تبقى رفح مرة أخرى نقطة اشتعال محتملة قد تحدد ملامح المرحلة المقبلة في غزة، بين مسار تهدئة هش، وشبح حرب لم تنتهِ فعلياً بعد.