مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

زيلينسكي يعلن استعداده للمشاركة في لقاء بودابست مع بوتين

نشر
الأمصار

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، استعداده الكامل للمشاركة في الاجتماع المزمع عقده في العاصمة المجرية بودابست، والذي سيلتقي خلاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تُعد الأبرز منذ اندلاع النزاع الروسي الأوكراني، باعتبارها أول إشارة عملية على إمكانية عقد مفاوضات مباشرة برعاية دولية رفيعة المستوى.

ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية "يوكرينفورم" عن زيلينسكي تصريحه بأن أي جهود تهدف إلى التوصل إلى سلام "عادل ودائم" لا يمكن أن تحقق نتائج إذا لم يجلس الجانب الأوكراني على طاولة المفاوضات، مؤكداً أن مستقبل أوكرانيا لا يمكن أن يُحسم عبر صفقات أو تفاهمات ثنائية لا تكون كييف طرفاً مباشراً فيها. وأضاف الرئيس الأوكراني قائلاً: "إذا كان الهدف إنهاء هذه الحرب، فمن غير المنطقي الحديث عن مستقبل أوكرانيا دون الحكومة الأوكرانية ذاتها".

وأشار زيلينسكي إلى أنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما يوم الجمعة الماضي، استعداده الفوري للتوجه إلى بودابست والمشاركة في الاجتماع المزمع، حال تم توجيه دعوة رسمية. واعتبر أن مشاركة جميع الأطراف تمثل الخطوة الأولى نحو إطلاق عملية سلام حقيقية تستند إلى مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

ويأتي هذا التطور بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد خلاله التوصل إلى تفاهم مبدئي لعقد لقاء في بودابست، بهدف "بحث إمكانية إنهاء الحرب" وفق تعبيره. وأثار هذا الإعلان اهتماماً واسعاً في الأوساط الأوروبية والدولية، وسط تساؤلات حول فرص نجاح المبادرة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتباين مواقف الأطراف بشأن شروط إنهاء النزاع.

وتشير مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي إلى أن اختيار العاصمة المجرية بودابست لم يكن مصادفة، إذ تُعرف المجر بموقفها المتحفظ من العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، وبعلاقتها المتوازنة مع كلٍّ من موسكو وواشنطن. كما تسعى بودابست، بحسب مراقبين، إلى لعب دور الوسيط الإقليمي وإبراز أهميتها على الساحة الأوروبية.

ويُنظر إلى قبول زيلينسكي بالمشاركة في الاجتماع بوصفه تحولاً تكتيكياً في الموقف الأوكراني الرسمي، الذي كان يشترط مسبقاً انسحاب القوات الروسية قبل الدخول في أي حوار مباشر. إلا أن مراقبين يرون أن الضغوط الدولية ورغبة بعض العواصم الكبرى في إنهاء الصراع قد تدفع جميع الأطراف إلى إبداء قدر من المرونة سعياً لتحقيق اختراق سياسي ينهي واحدة من أطول وأعنف الأزمات الجيوسياسية في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة.

ومن المتوقع أن تكشف الأيام المقبلة عن مدى جدية هذه الخطوة، وما إذا كانت تمثل بداية مسار تفاوضي جديد، أم أنها مجرد مبادرة سياسية لا تزال تحتاج إلى توافقات معقدة قبل أن ترى النور.