الجيش الإسرائيل يهدد بقصف غزة ويأمر بإخلاء مناطق حمراء

هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي برد عسكري واسع على قطاع غزة إثر ما وصفه بـ«انتهاكات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار» وهجوم نفذته «عناصر حماس الإرهابية» صباح اليوم السبت، وفق بيان صادر عن المتحدث العسكري الإسرائيلي. وقال البيان إن الجيش «سيلقي ردًا قويًا على البنى التحتية الإرهابية وعناصر حماس»، محذراً المدنيين من التواجد في مناطق محددة وواضعاً إرشادات إخلاء عاجلة للسكان.
وجاء في بيان الجيش أن «المنطقة المعلّمة باللون الأحمر في الخريطة تعتبر منطقة قتال خطيرة جدًا»، مطالباً كل من لا يزالون داخل تلك المناطق بـ«الإخلاء غربًا فورًا»، ومضيفًا توجيهًا عاماً للسكان بـ«التواجد فقط في الجهة الواقعة غرب الخط الأصفر» حفاظًا على سلامتهم في ظل الغارات الجارية. كما برر الجيش إجراءاتَه بأنها رداً على «الهجوم الإجرامي» الذي قال إنه نفّذته «عناصر حماس» صباح اليوم، دون أن يقدم تفاصيل عن خسائر أو أهداف محددة.

في المقابل، أصدرت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بيانًا نفت فيه أي علاقة بالأحداث المزعومة في منطقة رفح، مؤكدة تمسكها بـ«الالتزام الكامل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة». وأضافت الكتائب أنها «لا علم لها بأي اشتباكات تجري في رفح»، مشيرة إلى أن مناطق رفح «محمية باللون الأحمر وتقع تحت سيطرة قوات الاحتلال»، وأن «الاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ العودة إلى الحرب في مارس الماضي»، ما يعني أن القسام لا تملك معلومات حول مصير عناصرها في تلك الجيوب — سواء كانوا شهداء أو أحياء.
التصاعد في التصريحات المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي وكتائب القسام يعيد توجيه الأنظار إلى هشاشة اتفاقات التهدئة واستمرار دائرة الاتهامات المتبادلة التي قد تقود إلى تصعيد ميداني سريع يؤثر وبشكل مباشر على المدنيين في القطاع، خصوصًا مع صدور أوامر إخلاء سريعة وظهور خرائط مناطق خطرة.
ولم تشر المصادر في نصيّ البيانين إلى وجود إحصاءات فورية عن ضحايا أو أضرار مادية، كما لم تتوافر معلومات مستقلة حتى الآن عن مدى التزام المدنيين بالتوجيهات الإسرائيلية أو عن إمكانية حدوث اشتباكات لاحقة. وتبقى نقاط التماس الإعلامية في هذه المرحلة تصريحات الطرفين الرسمية، بينما تراقب جهات دولية وإنسانية تداعيات أي تحرك عسكري جديد قد يُفاقم الأزمة الإنسانية القائمة في غزة.