اتفاق وشيك بين الحكومة العراقية وشركة موانئ أبوظبي لتشغيل ميناء الفاو العملاق

كشف مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي لشؤون النقل، ناصر الأسدي، اليوم الجمعة، عن قرب إتمام اتفاق نهائي بين الحكومة العراقية وشركة موانئ أبوظبي بشأن تشغيل ميناء الفاو الكبير، أحد أبرز المشاريع الاقتصادية والاستراتيجية في البلاد.
وأكد أن التنفيذ الميداني يسير بوتيرة متسارعة، حيث اكتملت معظم المشاريع الأساسية للميناء.
وقال الأسدي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن أعمال الإنشاء في ميناء الفاو تشهد تقدماً واضحاً، إذ تم إنجاز ثلاثة من أصل خمسة مشاريع أساسية بالكامل، فيما تقترب المشاريع المتبقية من مراحلها النهائية. وأوضح أن العمل في النفق المغمور يسير بنسب إنجاز مرتفعة جداً، حيث تم إغراق القطعة السابعة من أصل عشر قطع، متوقعاً اكتمال المشروع بنهاية العام الحالي ليصبح أحد أكبر المشاريع الهندسية من نوعه في العالم.
وأشار المستشار إلى أن الطرق الرابطة بين الموانئ العراقية قد اكتملت بنسبة 100%، وهو ما يمثل خطوة مهمة في ربط الميناء بشبكة النقل الوطنية. كما وصلت القناة البحرية إلى مراحل متقدمة من الحفر، بينما بلغت أعمال الردم واختبار التربة في ساحات المناولة والترحيب مراحل متقدمة، ما يمهد لبدء التشغيل الفعلي قريباً.

وفيما يتعلق بالأرصفة، أكد الأسدي أن الأرصفة الخمسة في ميناء الفاو اكتملت بشكل كامل وتم افتتاحها بالفعل، مشيراً إلى أن عمليات تأثيث وتجهيز الأرصفة بالمعدات الحديثة تجري حالياً، وقد رست سفن تجريبية أكثر من مرة لاختبار كفاءة الميناء واستعداده لاستقبال السفن التجارية.
وأضاف أن المفاوضات مع شركة موانئ أبوظبي وصلت إلى مراحلها الأخيرة، حيث تُعقد اجتماعات مكثفة بين الجانبين لوضع اللمسات النهائية على عقد التشغيل. ومن المتوقع أن تنطلق المرحلة التشغيلية الأولى للميناء خلال الفترة القريبة المقبلة، في خطوة يُنتظر أن تعزز مكانة العراق كمركز لوجستي إقليمي مهم على طريق التجارة العالمية.
وأوضح الأسدي أن مشروع طريق التنمية، الذي يرتبط بميناء الفاو، يمثل منظومة اقتصادية متكاملة تشمل المدن الصناعية والاقتصادية ومشاريع الزراعة والطاقة والتكنولوجيا، مبيناً أن بعض هذه المشاريع يمكن أن يبدأ العمل بها بشكل مستقل، فيما سيبقى مسار القطار هو العمود الفقري الذي يربط بين جميع مكونات المشروع.
ويُعد ميناء الفاو الكبير أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ومن المنتظر أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع النقل البحري واللوجستي العراقي، ويحوّل العراق إلى ممر تجاري عالمي يربط بين آسيا وأوروبا عبر مشروع طريق التنمية العملاق.