ليبيا تستكمل الانتخابات المحلية «المؤجلة» غدًا

تفتح مراكز الاقتراع أبوابها، غداً (السبت)، أمام المواطنين في 16 بلدية بجنوب ليبيا، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية المؤجَّلة بالمناطق الخاضعة لسيطرة «الجيش الوطني الليبي»، بقيادة المشير خليفة حفتر.
ليبيا تستكمل الانتخابات المحلية
ويأتي هذا الاستحقاق بعد تأجيلٍ أكثر من شهرين، في انتخابات يُنظر إليها باعتبارها اختباراً جديداً لقدرة المؤسسات الليبية على تنظيم اقتراع محلي، وسط انقسام سياسي حاد بين حكومتين تتنازعان الشرعية والسلطة.
وفي ظل الصمت الانتخابي عشية الاقتراع، رفعت السلطات في شرق البلاد درجة الجاهزية لتأمين العملية الانتخابية، عبر خطط تشمل جميع المدن المعنية بالاقتراع، بحسب وزارة الداخلية في حكومة «الاستقرار». كما أعلن جهاز أمني في غرب البلاد تأمين ونقل شحنات انتخابية إلى مكتب المفوضية في سرت، بالتعاون مع مديريات الأمن، في إشارة رمزية إلى تعاون أمني يكسر حاجز الانقسام في البلاد.
وتُجرى الانتخابات وسط استمرار الانقسام السياسي بين حكومتين؛ إحداهما تسيطر على غرب البلاد، وهي حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى في الشرق وأجزاء من الجنوب، برئاسة أسامة حمّاد.
وسبق أن رفضت حكومة «الاستقرار» إجراء الاقتراع في مناطق سيطرتها، بحجة «عدم التزام المفوضية بتنفيذ أحكام قضائية»، تخص إعادة توزيع بعض البلديات، قبل أن تُستأنف العملية مجدداً بعد تفاهمات محلية وضغوط أممية.
وكانت الأمم المتحدة قد عبّرت مراراً عن قلقها من تعطيل الانتخابات المحلية في شرق وجنوب ليبيا، حيث دعت مبعوثتها الخاصة، هانا تيتيه، إلى السماح بإجرائها سريعاً، قبل أن ترحّب لاحقاً باستئنافها، وعدّتها «خطوة إيجابية على طريق ترسيخ الحكم المحلي».
وتُجرى المرحلة الحالية من الانتخابات المحلية على يومين، حيث تنطلق السبت في بلديات الجنوب؛ وهي أوجلة، وأوباري، وأجخرة، والكفرة، والقطرون، والجفرة، وجالو، وغات، والمرج، وجردس العبيد، والقرضة الشاطئ، وخليج السدرة، وبراك الشاطئ، وأدري الشاطئ، والغريفة، والشرقية.
ومن المقرر أن تُستكمل المرحلة الثالثة الاثنين المقبل في عدد من البلديات، معظمها في شرق البلاد؛ وهي: طبرق، وقصر الجدي، وقمينس، وسرت، وبنغازي، والأبيار، وتوكرة، وسلوق، وتاغوراء، وسبها، وجنزور، والجديدة.
وشهدت ليبيا مرحلتين سابقتين من الانتخابات المحلية بنسب مشاركة متفاوتة؛ إذ بلغت نسبة الإقبال في المرحلة الأولى، التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وشملت 58 بلدية نحو 60 في المائة، فيما وصلت في المرحلة الثانية إلى 71 في المائة في 26 بلدية من أصل 63. وأسفرت المرحلتان عن فوز واسع للمستقلين، وتشكيل مجالس جديدة في معظم البلديات.