مصرع “قوياني”.. نهاية أحد أبرز قادة الرعب في هيران الصومالية

شهدت محافظة هيران وسط الصومال حدثًا أمنيًا بارزًا بعد إعلان مقتل أحد أخطر قادة حركة الشباب الإرهابية، ويدعى علي أحمد غوري، المعروف بلقب "قوياني"، وذلك في عملية نوعية نفذتها ميليشيا ماكاويسلي الموالية للحكومة الصومالية مساء الأحد 13 أكتوبر 2025، في منطقة مابا.
ويُعد هذا التطور ضربة قوية للتنظيم المتطرف الذي ينشط في البلاد منذ أكثر من 15 عامًا.
لا تتوفر معلومات دقيقة حول نشأة “قوياني” أو كيفية انضمامه إلى حركة الشباب، إلا أن مصادر أمنية صومالية أكدت أنه بدأ نشاطه داخل التنظيم قبل نحو عشر سنوات، وبرز كأحد القادة الميدانيين المتشددين في محافظة هيران، حيث أشرف على تنفيذ عمليات اغتيال وتفجير ضد مسؤولين محليين وزعماء عشائر.
وحمل “قوياني” هذا اللقب بسبب قدرته الكبيرة على التخفي والتنقل بين القرى الريفية في الأقاليم الوسطى، إلى جانب أسلوبه الدموي في بث الرعب بين المدنيين، ما جعله أحد أكثر القادة المطلوبين أمنيًا في المنطقة.
في عام 2019، أصدرت محكمة عسكرية صومالية حكمًا بالإعدام على “قوياني” بعد إدانته بتدبير تفجير أسفر عن مقتل نائب رئيس بلدية ماكساس. ورغم صدور الحكم، تمكن من الهروب، ليعود لاحقًا إلى قيادة وحدات محلية داخل التنظيم، ويستأنف نشاطه المسلح ضد الجيش والمدنيين على حد سواء.
بحسب تقارير محلية، يُتهم “قوياني” بالمسؤولية المباشرة عن سلسلة هجمات استهدفت قوافل مدنية وعسكرية على الطريق الرابط بين بلدوين وماكساس، وأدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن إحراق شاحنات محملة بالمواد الغذائية.

واستخدم “قوياني” أساليب إرهابية لبث الفتنة بين العشائر، حيث كان يطلق سراح أفراد من بعض القبائل دون غيرها، مما تسبب في انقسامات اجتماعية حادة داخل المجتمعات البدوية في هيران.
تكرار الجرائم والانتهاكات دفع السكان المحليين إلى الانتفاض ضده، فتشكلت ميليشيا ماكاويسلي بدعم من الحكومة المركزية لمحاربة عناصر الشباب. واندلعت المواجهات الأولى في أغسطس 2022، لتتحول لاحقًا إلى حرب قبلية منظمة ضد التنظيم الإرهابي.
وفي عملية دقيقة نفذتها الميليشيا مساء 13 أكتوبر الجاري، تم رصد “قوياني” والقضاء عليه في منطقة مابا. وقال كالي جيتي، أحد قادة الميليشيا: “لقد انتهى عهد الرعب في هيران… مقتل قوياني يمثل ارتياحًا كبيرًا للسكان الذين عانوا لسنوات من بطشه”.
يُعد مقتل “قوياني” خسارة استراتيجية لحركة الشباب، كونه أحد القيادات الميدانية البارزة التي كانت تدير العمليات في وسط البلاد. ويرى مراقبون أن الحادث يعكس تصاعد قوة الميليشيات القبلية المتحالفة مع الجيش الوطني، ويعزز من ثقة الأهالي في مواجهة التنظيم دون الاعتماد الكامل على الدعم الأجنبي.
ورغم أهمية هذا الإنجاز، يحذر خبراء أمنيون من أن سقوط “قوياني” لا يعني نهاية خطر حركة الشباب، إذ لا تزال الخلايا النائمة للتنظيم نشطة في بعض القرى والمناطق النائية. لكن العملية تبقى خطوة محورية في طريق استعادة الأمن والاستقرار في الصومال.