الإمارات تطلق مشروع "دبي لوب" للنقل فائق السرعة 2026

تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لإطلاق أحد أكثر مشاريع النقل طموحاً في المنطقة والعالم، وهو مشروع "دبي لوب" (Dubai Loop) الذي أسسه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عبر شركته المتخصصة في حفر الأنفاق "ذا بورينغ كومباني" (The Boring Company)، بهدف إحداث ثورة في أنظمة النقل الحضرية من خلال شبكة أنفاق تحت الأرض توفر وسيلة تنقل فائقة السرعة وصديقة للبيئة.
وقال عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في الإمارات، إن المشروع يسير وفق الجدول الزمني المخطط له، موضحاً أن أول حلقة تشغيلية من "دبي لوب" قد تكون جاهزة بحلول الربع الثاني من عام 2026.
وأضاف الوزير الإماراتي في تصريحات نقلتها وكالة بلومبرغ أن المرحلة الأولى من المشروع ستشمل أنفاقاً بطول يقارب 17 كيلومتراً، قادرة على نقل نحو 20 ألف راكب في الساعة، ما يساهم في تخفيف الازدحام المروري الذي تشهده دبي نتيجة النمو السكاني السريع والتوسع الحضري المتزايد.
ويأتي مشروع "دبي لوب" في إطار رؤية الإمارات لتبني الابتكار التكنولوجي في النقل الحضري، بعد أن كشفت دبي في وقت سابق عن تجاربها في تشغيل التاكسي الطائر بالتعاون مع شركة "جوبي أفييشن" الأمريكية وشركات صينية منافسة. وتولي الحكومة اهتماماً متزايداً بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتنقل الذاتي ضمن خططها للتحول إلى مدينة ذكية ومستدامة.
ومن المتوقع أن يكون مشروع "دبي لوب" إنجازاً نادراً لشركة "ذا بورينغ كومباني"، إذ يُعد النظام التشغيلي الوحيد للشركة حالياً في مدينة لاس فيغاس الأمريكية، حيث تنقل سيارات "تسلا" الركاب بين المحطات داخل أنفاق تحت الأرض. ولم يتضح بعد ما إذا كانت المرحلة الإماراتية من المشروع ستعتمد على سيارات "تسلا" أم على تقنيات جديدة للنقل الذاتي.

ويمثل المشروع جزءاً من توسع نشاط شركات إيلون ماسك في منطقة الخليج، التي تشمل أيضاً مشاريع لشبكة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، ومقترحات لإنشاء أنفاق مماثلة ومركبات أجرة ذاتية القيادة في المملكة العربية السعودية.
وأكد الوزير العلماء أن المشروع سيتم توسيعه مستقبلاً ليشمل حلقات إضافية تربط مناطق عدة داخل دبي، دون تحديد جدول زمني لذلك. كما أشار إلى أن بلاده تنتظر وصول أول شحنة من شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة من شركة "إنفيديا" الأمريكية قبل نهاية العام، في إطار التحضيرات لمشروع "ستارغيت" التابع لشركة "أوبن أي آي"، الذي يهدف إلى إنشاء مركز بيانات للذكاء الاصطناعي بقدرة خمسة غيغاواط في الإمارات بالتعاون مع شركة "أوراكل" وشركاء دوليين.
بهذا المشروع، تواصل الإمارات ترسيخ مكانتها كأحد المراكز العالمية للابتكار والتقنية المتقدمة، عبر دمج التكنولوجيا الحديثة في البنية التحتية والخدمات الذكية، ما يجعلها في طليعة الدول التي تستشرف مستقبل النقل الحضري المستدام.