مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الجزائر تكشف رسمياً عن مخطط لقصف قصر الأمم خلال إعلان دولة فلسطين

نشر
الأمصار

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثة عقود، كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ولأول مرة رسمياً، عن وجود مخطط لقصف قصر الأمم بالعاصمة الجزائرية أثناء استضافة الفعالية التاريخية التي شهدت إعلان قيام دولة فلسطين في نوفمبر عام 1988.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس تبون أمام كبار قادة الجيش الوطني الشعبي الجزائري بمقر وزارة الدفاع الوطني، مساء السبت، وبُثت عبر التلفزيون الرسمي. 

وأكد الرئيس أن الجزائر واجهت آنذاك تهديدات حقيقية، لكنها مضت قدماً في استضافة المجلس الوطني الفلسطيني وإعلان الدولة رغم المخاطر المحيطة.

وقال تبون في خطابه: "هنا بالجزائر تم إعلان قيام الدولة الفلسطينية رغم المخاطر التي كانت موجودة آنذاك... وأنتم، ضباط الجيش، تعلمون ماذا كان يُحاك ضد الجزائر، بما في ذلك مخطط قصف قصر الأمم"، دون أن يحدد الجهة التي كانت وراء ذلك التهديد.

ويُعد هذا التصريح هو الأول من نوعه من أعلى سلطة في الدولة، بعد سنوات طويلة من تداول تقارير غير رسمية تشير إلى أن إسرائيل كانت تخطط لقصف قصر الأمم أثناء إعلان قيام الدولة الفلسطينية. ووفق ما تداولته تلك المصادر سابقاً، فقد تم إحباط المخطط عبر نشر منظومات دفاع جوي جزائرية وأجهزة رادار متطورة، بالإضافة إلى وضع مقاتلات اعتراضية على أهبة الاستعداد لحماية المجال الجوي الجزائري.

وفي الخامس عشر من نوفمبر عام 1988، استضافت الجزائر الدورة التاسعة للمجلس الوطني الفلسطيني، التي أعلن خلالها الزعيم الراحل ياسر عرفات من العاصمة الجزائرية قيام دولة فلسطين المستقلة، في حدث وصفه المؤرخون بأنه أحد أهم المحطات في تاريخ النضال الفلسطيني.

وخلال كلمته، شدد الرئيس تبون على أن موقف الجزائر من القضية الفلسطينية "مبدئي وتاريخي"، مؤكداً أن بلاده "قامت بواجبها تجاه فلسطين من منطلق الضمير ونصرة الحق". وأضاف أن الجزائر لم تتراجع رغم التهديدات التي واجهتها في ذلك الوقت، مشيراً إلى أن "الضمير الجزائري كان وسيبقى مع فلسطين، ولن يساوم على ذلك مهما كانت الظروف".

كما أوضح أن الجزائر احتضنت القيادة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات عام 1982 بعد خروجها من بيروت، مؤكداً أن دعم بلاده لفلسطين لا يتأثر بعلاقاتها مع أي دول أخرى، حتى تلك التي تتبنى سياسات مغايرة.

وفي سياق حديثه عن التطورات الراهنة، وصف الرئيس تبون الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها "إبادة جماعية تُرتكب أمام أنظار العالم لأول مرة في تاريخ البشرية"، مؤكداً أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع هو قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وأضاف تبون: "كل ما يُطرح من حلول جزئية أو مؤقتة هو في حقيقته شكل من أشكال الإبادة، لأن الحل الحقيقي هو الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة".

ويأتي تصريح الرئيس الجزائري بالتزامن مع دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، عند الساعة الثانية عشرة ظهر الجمعة بتوقيت القدس، بعد مفاوضات غير مباشرة استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة تركيا وقطر وبإشراف أمريكي.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أعلن، فجر الخميس، التوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول المرحلة الأولى من خطة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في محاولة جديدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي أسفرت عن أكثر من 67 ألف شهيد و170 ألف جريح في قطاع غزة، غالبيتهم من الأطفال والنساء.