مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إنفوجراف| معلومات عن قطار ميلانو – نيس.. خط سريع يوحّد اقتصاد أوروبا

نشر
الأمصار

تترقب الأوساط الاقتصادية في كل من فرنسا وإيطاليا إطلاق مشروع القطار السريع الذي سيربط بين مدينتي ميلانو ونيس، في خطوة وُصفت بأنها "نقلة نوعية" في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، و"جسر ذهبي" جديد يعزز التعاون الأوروبي في مجالات النقل والتجارة والسياحة.

وذكرت صحيفة لا تريبين الفرنسية أن المشروع المنتظر سيقلّص مدة الرحلة بين المدينتين إلى نحو ثلاث ساعات فقط، بعد أن كانت تستغرق أكثر من خمس ساعات، الأمر الذي سيُحدث تحولًا جذريًا في حركة الأفراد والبضائع عبر الحدود. 

ويأتي المشروع في وقت تواجه فيه الطرق السريعة بين البلدين ازدحامًا خانقًا، ما يزيد من الحاجة إلى وسائل نقل أسرع وأكثر استدامة.

وأكدت الصحيفة أن المشروع، الذي تتبناه غرفة التجارة الإيطالية في نيس، يُعد من أهم الملفات الاقتصادية المطروحة على طاولة التعاون الثنائي بين باريس وروما. فبعد نجاح تجربة خط "إسبريسو ريفييرا" الذي أطلقته شركة Treni Turistici Italiani بين روما ومرسيليا خلال الصيف الماضي، باتت فكرة القطار فائق السرعة أكثر واقعية من أي وقت مضى.

وقال أغوستينو بيسي، المدير العام لغرفة التجارة الإيطالية في نيس، إن تجربة "إسبريسو ريفييرا" لم تكن مجرد تجربة سياحية، بل كانت "نقطة انطلاق نحو هدف أكبر"، يتمثل في ربط مدينتي ميلانو ونيس بشبكة قطارات حديثة تُسهم في تعزيز التجارة والسياحة بين البلدين.

ويشير المراقبون إلى أن قيمة التبادل التجاري بين فرنسا وإيطاليا بلغت عام 2024 نحو 98.9 مليار يورو، لتحتل فرنسا المرتبة الثانية بين شركاء إيطاليا التجاريين، فيما تأتي إيطاليا ثالثة في قائمة شركاء فرنسا. ويُتوقع أن يسهم مشروع القطار السريع في رفع هذه الأرقام بشكل كبير عبر تسهيل حركة السلع والاستثمارات والسياح.

ويمثل هذا الخط السريع ركيزة جديدة ضمن رؤية أوروبية أوسع لتقوية البنية التحتية العابرة للحدود، وتقليل الاعتماد على النقل البري الملوث للبيئة، بما يتماشى مع أهداف الاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات الكربون.

غير أن المشروع لا يخلو من التحديات، إذ تتطلب البنية التحتية استثمارات ضخمة، إلى جانب التوافق مع المعايير البيئية الصارمة للمفوضية الأوروبية. كما يحتاج البلدان إلى اتفاق شامل لضمان التنسيق الفني والسياسي الكامل في جميع مراحل التنفيذ.

ورغم تلك التحديات، تؤكد السلطات الاقتصادية في البلدين أن المشروع "قابل للتحقيق" مع توافر الدعم المالي الأوروبي والإرادة السياسية المشتركة، لا سيما أن الاتحاد الأوروبي يموّل العديد من مشاريع النقل العابر للحدود ضمن خطة تعزيز التكامل الإقليمي.

ويُنظر إلى القطار السريع بين ميلانو ونيس بوصفه رمزًا للتكامل الأوروبي الجديد، وجسرًا يعيد رسم خريطة الاقتصاد والسياحة في القارة العجوز، إذ يجمع بين القلب الصناعي لإيطاليا والساحل السياحي لفرنسا في خط واحد يربط بين الكفاءة الاقتصادية والجمال المتوسطي.