ليبيا تسجل أول إصابة بـ"حمى كيو" المنقولة من الحيوانات إلى الإنسان

أعلن المركز الليبي لأبحاث أمراض المناطق الحارة والعابرة للحدود، اليوم الثلاثاء، تسجيل أولى حالات الإصابة بمرض حمى كيو (Q Fever) في مدينة الزنتان، بعد اكتشاف العدوى في قطيعين من الأغنام، وهو ما يُعد أول تسجيل رسمي لهذا المرض في ليبيا، بحسب ما ورد في البيان الصادر عن المركز.
وأوضح المركز أن فرق البحث الميداني تعمل حاليًا على تحليل العينات الحيوانية التي تم جمعها من مواقع الإصابة، تمهيدًا لإبلاغ الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الوقائية العاجلة والسيطرة على انتشار العدوى. وأشار إلى أن المرض من الأمراض الحيوانية المنشأ، أي التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، وتسببه بكتيريا تُعرف باسم Coxiella burnetii.
وبيّن البيان أن "حمى كيو" يمكن أن تُسبب أعراضًا حادة أو مزمنة لدى الإنسان، حيث تظهر في شكل حمى مرتفعة وسعال وآلام في الصدر والبطن والعضلات، إلى جانب الصداع والغثيان والإسهال. كما حذر المركز من أن الإصابة بهذا المرض لدى النساء الحوامل قد تؤدي إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو ولادة مبكرة، نتيجة تأثير البكتيريا على المشيمة وتسببها في قصور الأوعية الدموية.

وأشار الخبراء في المركز الليبي إلى أن المرض ينتقل أساسًا عبر استنشاق الرذاذ الملوث أو الأتربة الحاملة للبكتيريا، والتي تنشأ من فضلات الحيوانات أو بقايا الولادات في المزارع، مؤكدين أن بكتيريا "الكوكسيلا البورنيتية" تتمتع بقدرة عالية على مقاومة العوامل البيئية مثل الحرارة والجفاف، ويمكنها البقاء نشطة في التربة لفترات طويلة قد تمتد لأشهر أو حتى سنوات.
أما بالنسبة للحيوانات، فأوضح المركز أن معظم الحالات تمر دون أعراض واضحة، لكن العدوى تُسبب في بعض الحالات التهابات في بطانة الرحم والضرع والعقم والإجهاض المتكرر، حيث تُطرح كميات كبيرة من البكتيريا في المشيمة والجنين الميت والسوائل الجنينية أثناء الولادة، ما يزيد من خطر انتقال العدوى إلى الإنسان والعاملين في تربية المواشي.
وختم المركز الليبي بيانه بالتأكيد على أهمية رفع مستوى الوعي الصحي بين المزارعين والأطباء البيطريين، وتشديد الرقابة على نقل الحيوانات والمنتجات الحيوانية، إلى جانب اتخاذ تدابير النظافة والتطهير في المزارع والمسالخ للحد من انتشار العدوى.