ناشط بريطاني من أسطول الصمود: إسرائيل عطشتنا وأجبرتنا على الركوع في صحراء النقب

كشف الصحفي والناشط البريطاني كيران أندريو، أحد المشاركين في أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، عن تفاصيل صادمة للمعاملة التي تلقاها هو وزملاؤه بعد احتجازهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنهم تعرضوا لـ"كل أنواع الانتهاكات التي يمكن أن تصدر عن دولة تمارس الإبادة الجماعية"، على حد تعبيره.
وقال أندريو في تصريحات لوكالة الأناضول عقب وصوله إلى مطار هيثرو بلندن بعد ترحيله إلى تركيا مع 136 ناشطاً، إنهم خلال احتجازهم في إسرائيل حُرموا من الماء، وكُبلت أيديهم، وعُصبَت أعينهم، وأُجبروا على الركوع لساعات طويلة داخل حافلات شديدة البرودة قبل نقلهم إلى سجن في صحراء النقب.
وأضاف: "تعرضنا لكل ما كنا نتوقعه من دولة ترتكب جرائم ضد الإنسانية. كنا مجرد كومبارس في مسرح وحشية إسرائيل، أما الفلسطينيون فهم الأبطال الحقيقيون الذين يواجهون هذا الظلم يومياً".
وأوضح أندريو أن الرحلة البحرية الطويلة نحو غزة كانت مليئة بالصعوبات من هجمات إسرائيلية ومشاكل لوجستية وظروف جوية قاسية، لكن "حبنا لفلسطين وأهلها جعلنا نتحمل كل شيء"، مؤكداً أن ما عاشوه لا يُقارن بما يعانيه الفلسطينيون تحت الحصار.
وأشار إلى أن الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ مورس تعرضت أيضاً لمعاملة سيئة مماثلة داخل السجن، مبيناً أن "إجبار الناس على الركوع وتكبيل أيديهم وتركهم على هذا الوضع لست ساعات متواصلة هو نوع من التعذيب الممنهج".

وعن أوضاعهم بعد الترحيل، أوضح أندريو أن السلطات التركية قدّمت الرعاية الطبية والقانونية للناشطين فور وصولهم، وبدأت في جمع الأدلة لتوثيق الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل ضدهم.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي هاجم عشرات السفن المشاركة في أسطول الصمود قبالة سواحل غزة في المياه الدولية، حيث صادرت القوات المساعدات الإنسانية واحتجزت أكثر من 500 ناشط مدني من جنسيات مختلفة، قبل أن تُرحّل بعضهم لاحقاً.
وتفرض إسرائيل منذ مارس الماضي حصاراً خانقاً على قطاع غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، ما تسبب في مجاعة حادة أودت بحياة مئات الفلسطينيين، بينهم عشرات الأطفال، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عدوانها على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 67 ألف شخص وإصابة نحو 170 ألف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.