الصليب الأحمر يعلّق عمله مؤقتًا في مدينة غزة بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الاثنين، عن تعليق عمل مكتبها في مدينة غزة مؤقتًا، بسبب الأوضاع الأمنية والإنسانية المتدهورة في القطاع، مؤكدة أن القرار جاء حفاظًا على سلامة طواقمها الميدانية بعد تصاعد المخاطر في مناطق العمليات.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية في غزة إن الظروف الحالية "تجعل من الصعب على فرق الصليب الأحمر أداء مهامها الإنسانية بأمان"، مشددًا على أن المنظمة لا تزال ملتزمة بمواصلة تقديم المساعدات من خلال قنوات بديلة في المناطق التي تسمح الظروف بالوصول إليها.
وأضاف المتحدث أن هناك حاجة ملحّة لتوفير مواد الإيواء الأساسية، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء، لافتًا إلى أن آلاف العائلات النازحة تعيش في مراكز إيواء مكتظة تفتقر إلى أدنى مقومات المعيشة، مثل المياه النظيفة والخدمات الصحية والمأوى الملائم.
وأوضح أن "الوصول الآمن إلى المدنيين في مدينة غزة ضرورة عاجلة"، داعيًا جميع الأطراف إلى ضمان احترام القانون الدولي الإنساني وتسهيل وصول المساعدات إلى المحتاجين دون عوائق، خاصة في ظل تدهور الوضع الإنساني وتراجع الخدمات الطبية في المستشفيات الميدانية.
ويأتي قرار التعليق في وقت تشهد فيه مدينة غزة تصاعدًا في وتيرة القصف والاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان نحو المناطق الجنوبية من القطاع.
كما حذّرت منظمات إنسانية دولية، بينها الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، من أن استمرار العمليات العسكرية وعرقلة دخول المساعدات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، خصوصًا مع انهيار شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تتابع الأوضاع عن كثب، وتعمل على تقييم الظروف الأمنية تمهيدًا لاستئناف نشاطها الإنساني في غزة فور توفر بيئة أكثر أمانًا للعاملين والمستفيدين.
