ترامب يلوّح بـ"الخط الأحمر" ضد حماس بشأن خطة السلام في غزة

أعلن البيت الأبيض اليوم الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يتهاون مع أي رفض من جانب حركة المقاومة الإسلامية حماس للخطة الأمريكية الخاصة بوقف الحرب في قطاع غزة، مؤكداً أن أي انسحاب أو رفض من الحركة سيُعتبر "خطاً أحمر".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إن الإدارة الأمريكية تتوقع من حماس التعامل بجدية مع المقترح الذي يحظى بدعم واشنطن وعدد من الدول الإقليمية، مشددة على أن ترامب سيتخذ موقفاً صارماً حال أقدمت الحركة على رفضه.

وكان الرئيس الأمريكي قد منح حماس مهلة تتراوح بين 3 و4 أيام لإعلان موقفها من الخطة، التي تتضمن ترتيبات لوقف إطلاق النار، والشروع في إعادة إعمار القطاع تحت إشراف هيئات فلسطينية وإقليمية، إلى جانب آليات رقابية دولية.

وفي المقابل، كشفت مصادر داخل حركة حماس أن الحركة قدمت سلسلة من الاعتراضات على بنود الخطة، معتبرة أن بعض النقاط تمثل "ألغاماً سياسية" من الصعب القبول بها. وأكدت أن سلاح المقاومة يعتبر "خطاً أحمر وجودياً" لا يمكن التفاوض بشأنه، مشددة على رفض أي مسعى لحصر دور اللجنة الإدارية الفلسطينية في الخدمات البلدية فقط.

كما أبدت حماس رفضاً لمنح ما يُسمى "مجلس السلام" صلاحيات سياسية واسعة، معتبرة أن ذلك قد يُمهد – وفق وصفها – إلى قرارات خطيرة تشمل إمكانية تهجير سكان قطاع غزة أو تقليص دور القوى الوطنية. وأضافت المصادر أن ملف إعادة إعمار غزة يجب أن يبقى تحت إشراف الإدارة الفلسطينية بشكل مباشر، بعيداً عن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.

وبحسب ذات المصادر، فإن هناك تياراً داخل الحركة يطالب ببحث عودة السلطة الفلسطينية لتولي إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة، في إطار تسوية سياسية شاملة تضمن الحفاظ على حقوق الفلسطينيين ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023.

وبينما تترقب المنطقة رد حماس الرسمي على المقترح الأمريكي، يرى مراقبون أن تشدد الطرفين قد يُعقد فرص التوصل إلى اتفاق وشيك، ما يضع ملف غزة أمام اختبار سياسي حاسم خلال الأيام المقبلة.